"تجربة التأليف التراثي" في "الأعلى للأسرة" تكشف شغف الشباب بالتراث

نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في صالون الشارقة الثقافي ندوة عن "تجربة التأليف في التراث.. قراءة في المحتوى"، ضمن جلسات صالون الشارقة الثقافي، وتحت اشراف سعادة صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس.

  شارك في الندوة التي عقدت عبر تطبيق زوم، وأدارتها فاطمة محمد، خبراء في مجال التراث وهم فاطمة المغني الباحثة الاجتماعية والخبيرة في التراث الشعبي، وشيخة الجابري الباحثة والمدربة في التراث، وركز المشاركون في الندوة على تجاربهم الخاصة في جمع وتحقيق التراث عبر البحث الميداني سعياً للحفاظ عليه، بالإضافة إلى دور الأسرة في ربط الأبناء بالتراث من خلال سنع بلادي في كل المفردات اليومية التي ترتبط بها الأسرة، بهدف خلق جيل جديد يمتلك من الوعي ما يؤهله للانطلاق إلى المستقبل.
  وطالب المشاركون ضرورة تنمية الحرف والصناعات الفنية وتوجيه اهتمام الجهات المعنية لتضمين الصناعات والحرف اليدوية الموروثة ضمن الأنشطة الفنية، وتوسيع دائرة المسابقات في الرسوم الفنية التراثية.
 وقالت فاطمة المغني إن الكاتب يحاول أن ينقل الصورة بكل أبعادها ومفرداتها إلى القارئ أو المتلقي بشكل عام، وتكون تلك الكتابة عن فترة من الأزمنة، ولا يمكن أن يتم نقل هذه الصورة أو المعلومة إلا عن طريق رواة من كبار السن.
 وأكملت: نجاح الكاتب الذي يقوم بعمل اللقاء مع كبار السن لا يمكن أن ينجح إلا إذا استفز الكاتب الشخص الراوي من أجل دفعه إلى قول المزيد من المعلومات القديمة أو البعيدة جداً، مؤكدة أن الأمانة تقتضي على الكاتب نقل المعلومة كما سمعها من الراوي حتى يمكن أن تبنى عليها معلومات جديدة أو لربطها بمعلومات أخرى.
 وتطرقت المغني إلى المواقف التي حدثت معها أثناء أبحاثها الميدانية، موضحة، أن الصورة التي يتم التقاطها عن مكان في زمان محدد لها أبعاد فلسفية خطيرة، لأنها بطبيعتها لقطة جامدة وتلك الأبعاد الفلسفية تتوقف على صاحب اللقطة والراوي أيضاً.
 وفي السياق نفس قالت شيخة الجابري إنها عملت مع الجميع ممن في الحقل التراثي بشكل عام وكلهم قدموا صورة مشرفة للعمل التراثي في البدايات، وهو ما يؤكد أن مهنة البحث الميداني في العمل التراثي مليئة بالأسرار والمواقف التي لم تظهر للنور، ومن تلك الأسرار مواقف تعرضت لها هي شخصياً وهي في البحث الميداني بالعين وفي أبو ظبي.
 وأشارت إلى أن هذا العشق للتراث والأصالة والماضي بكل تفاصيله الجميلة كان الدافع الأول لاتجاهها نحو العمل الميداني، والجمع الممنهج لبعض مفردات التراث في الدولة الغالية، وذكرت أن أحدهم راسلها يوماً قائلا: لما تفخرين وكأن لا أحد غيركم موجود"؟، فأجابته "ليست المشكلة  في أننا ننظر إلى العلا، إنما مشكلة من يريدون البقاء على الأرض".
 وطرحت سعادة صالحة غابش سؤالين، الأول وجهته إلى فاطمة المغني وهو: كيف نشرك الشباب في العملية التراثية، وهل وجدت هذا على الواقع خصوصاً الزينة المرتبطة بالسنع؟، فيما كان السؤال الثاني إلى شيخة الجابري، وهو: هل "معجم لهجة الإمارات" اشتمل على مفردات تراثية أصيلة عربياً؟ فأجابت شيخة الجابري بالتأكيد على وجود مفردات تراثية عربية أصيلة، ودللت على ارتباطها بالتراث، وان أكثر من 90 في المئة من مفردات المعجم لغة عربية فصيحة.
 وأجابت فاطمة المغني عن السؤال المرتبط بالشباب والزينة قائلة: الأسرة لها دور كبير في ربط الأبناء بالتراث وهذه عملية سهلة إذا طبقنا "سنع بلادي" في آداب السلوك والطعام والطريق والمقابلات، وكلها أمور ثقافية تربط جميع أفراد الأسرة بتراث الأجداد وتجعلهم يطلعون على الماضي وأصوله الراقية.
 وفي نهاية الندوة رحبت سعادة صالحة غابش بمقترح دكتورة نجاة مكي في مداخلاتها، وهو ضرورة عمل مسابقة لتصميم بعض النماذج التراثية بشكل فني على أن تكون هناك جهات مشرفة عليها.