ناقشت المواضيع الفنية "المكتب الثقافي" ينظم جلسة "الفنون.. في ظل الأزمات الإنسانية"

ضمن جلسات منصة الإثنين الثقافية، نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، حواراً حول "الفنون..في ظل الأزمات الإنسانية".
الشارقة 24:

نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، حواراً حول "الفنون..في ظل الأزمات الإنسانية"، ضمن جلسات منصة الإثنين الثقافية، والذي استضاف فيه الفنانة التشكيلية د. نجاة حسن مكي، والفنان سيف الغانم، وأدارت الحوار فاطمة محمد.

واستهلت الحوار د. نجاة مكي بحديثها عن أثر جائحة كورونا على مسارها الفني اليومي فقالت: " لم يتغير مساري اليومي في إنتاج لوحة تعكس مشاهد وحالات تمر بها الحياة وأتجاوب معها باللون والمساحة التي تتيحها لي اللوحة.. مربعة كانت أم دائرية".

وأشارت مكي إلى أن وجود الجائحة خلال شهر رمضان كان له الأثر في بناء وجهة نظر فنية في لوحاتي تعبر عن حالات القلق والخوف الذي يتوجه بها الإنسان إلى الخالق بالدعاء والابتهال ليكشف عنا الغمة.. وجاءت اللوحة على شكل أهلة.. في كل هلال هناك بعد روحي وصورة للتسبيح والتهليل، سواء بالرموز أو الألوان أو الخطوط في مجموعة لوحات على شكل 30 هلالاً بعدد أيام وليالي رمضان.

ثم تطرقت إلى تجربتها مع المكتب الثقافي والإعلامي بمشاركتها مع مجموعة من الأديبات في رابطة أديبات الإمارات، وأديبات من دول الخليج العربي بتأليف الكتاب الإلكتروني "حديث العزلة" الذي يتحدث عن واقع الوضع الصحي العالمي الحالي، والحجر الذي تسبب به على الحركة المعتادة للأفراد في كل المجتمعات، وذلك من خلال نصوص أدبية عكست فكر ومشاعر كل كاتبة في كتاب تضمن لوحات تشكيلية لعدد من فنانات الإمارات كانت بمثابة فواصل فنية بريشة فنانات ومبدعات إماراتيات في الكتاب، وشاركت د. نجاة ببعض لوحاتها فيه، حيث ترى الفنانة أن على كل فنان وشاعر وكاتب أن يشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه.. بل اتجاه الإنسانية كلها بتوظيف ما لديه من إمكانات وملكات إبداعيه ليعبر عن التحدي التي تواجههم وإن كانت من رؤيته ووجهة نظره، ويتعاون مع غيره من المبدعين ليكون له دور إيجابي لخدمة المجتمع بما يملكه من موهبة.

وعرضت الفنانة مكي مجموعة من اللوحات التي تعبر عن علاقتها بمشروعها الدائم والمستمر والقديم بالشخوص النسوية، فحضور المرأة بكل كيانها في هذه الأعمال تحمل قيمة كبيرة في مضمونها، تتجاوز قراءاتها وتأثرها بهذه الفترة إلى حديث الحكايات بعبق الماضي للجدات والأمهات.

وتحدثت الفنانة عن أهمية مهمة الفن التشكيلي، وأنه لو توفرت له البيئة الحاضنة والداعمة والمحفزة، سيحدث تأثيراً مهماً في الحياة الثقافية والإنسانية ويسهم في الارتقاء بالذائقة العامة وبالمشاعر والفكر.. وتقدمت بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قائلة:" لولا دعم حاكم الشارقة، لما وصلنا إلى هذا المستوى من ممارسة الفنون، كذلك إذا قسنا الإبداع الفني عند الأطفال ووجود مراكز الشارقة لتحتوي وتنمي وتحفز إبداعاتهم بخلاف غيرهم من الأطفال".

وأشادت مكي بدعم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لمثل هذه المبادرات، لما تميزوا هؤلاء البراعم وحققوا المراكز الأولى في كثير من المسابقات المحلية والعربية والعالمي، كما أشارت مكي، إلى بينالي الشارقة للأطفال، ودعمه لإبداعات الطفولة، مؤكدة أن مهمة الفنان الأسهام في بث روح الأمل في الأزمات من خلال الألوان التي يستخدمها في إنتاجه الفني ما يدعم توجهات دولته، ونحن نجد دولة الإمارات خلال هذه الفترة تبث روح الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع بمختلف الجنسيات.

وفي الجانب الآخر تحدث الفنان القدير سيف الغانم، عن التزام الفنانين في الوقت الحاضر بأوامر وتوجهات الدولة، وهو التباعد الجسدي، مما أثر على الإنتاج الفني الحالي، وهذه أيام عصيبة ولكنها سوف تمر بإذن الله، وأضاف الغانم، أن طبيعة عمل الفنان الممثل وخاصة العمل المسرحي هو عمل جماعي يحتاج إلى جمهور يتفاعل معه، ومن الطبيعي أن تؤثر أي أزمة طبيعية تمر بها الدولة على كل أفراد المجتمع، ومن ضمنها الممثل، وأضاف قائلاً: "أنا أوكد بل أجزم بعد انقشاع هذه الغمة سوف يكون هناك زخم هائل من الأعمال المتميزة التي تعبر عن هذه المرحلة، وكيف دخل وكيف خرج وكيف كان دور الدولة والإجراءات التي اتخذت لتفادي تفشي هذا الوباء، وكيف كان للإعلام دور إيجابي لتهدئة المجتمع، من خلال بث رسائل توعوية على لسان الشخصيات الهامة والفنانين والمؤثرين على المجتمع بشكل إيجابي".

كما أضاف الغانم، أن من المستحيل أن يتم نقل المسرح إلى المنصات إلكترونية، فالمسرح هو تفاعل مباشر بين الممثل والمتلقي وهو الجمهور، متى ما قطع هذا الوصل لن يكون هناك له لذة، ونحن نلمس ذلك من خلال التسجيل الذي يبث للمسرحات المسجلة، لا يمكن أن يكون لها نفس الوقع الذي يشعر به الجمهور وهو يتابع المسرحية بشكل مباشر على خشبة المسرح بشكل ملموس، كما يؤثر على الفنان بحد ذاته فهي عملية تبادلية، الممثل من خلال تفاعل الجمهور يتألق ويقدم أفضل ما لديه.

وأضاف الفنان سيف الغانم متحدثاً عن تجربته في العمل الوطني بالتعاون مع المكتب الثقافي والإعلامي الذي عرض خلال اليوم الوطني، والذي كان سبباً في عودته بعد فترة طويلة عن انقطاعه من خشبة المسرح، فهو يرى أن عدم وجود عمل يجذبه للعمل يقدمه يتناسب مع خبرته المسرحية ومع تاريخه، حيث قال: " فإما أن أقدم دور له أثر حقيقي على المجتمع ويعكس شخصيتي كممثل له كيان راضٍ عنه، أو أفضل أن أبقى في المنزل".

جاءت مبادرة منصة الإثنين الثقافية من المكتب الثقافي والإعلامي، في إطار اللقاءات الافتراضية والعمل عن بعد، ويتضمن هذا الصالون الثقافي لقاءات أسبوعية، بواقع لقاء كل يوم إثنين، وتتنوع المناقشات وأطروحات اللقاء بين الشأن الثقافي، والإبداعي، والاجتماعي، والإعلام الرقمي، وطرح القضايا الأسرية في مختلف أوجه الحياة، وذلك بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء والاستشاريين في شتى المجالات، وبالتعاون مع مؤسسات وهيئات مختلفة.

المصدر : الشارقة 24
الرابط : https://www.sharjah24.ae/ar/arts/250928/المكتب-الثقافي-ينظم-جلسة-الفنون-في-ظل-الأزمات-الإنسانية