“ملتقى الشارقة للإعلام الأسري” في دورته الثانية

برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة انطلق اليوم 15 مارس 2022 ملتقى الشارقة للإعلام الأسري في دورته الثانية، وذلك عبر برنامج “Zoom”، ويواصل مناقشاته غدًا.
ينطم الملتقى المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالتعاون مع الفريق البحثي في معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة
تضمن اليوم الأول دراسة عن دور الإعلام الرقمي في تشكيل الواقع القيمي للأسرة في إمارة الشارقة، فيما يتضمن اليوم الثاني ورشتين تفاعليتين عن “كاريزما الظهور الرقمي”، والمؤثرين والقيم الأسرية.
  في البداية قالت صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي: “لقد رأينا أن يكون موضوع هذه الدورة مرتكزًا على الدراسة التحليلية الميدانية “دور الإعلام الرقمي في تشكيل الواقع القيمي للأسرة بإمارة الشارقة”، وهو ارتكاز على نتائجها وتوصياتها لإيماننا بأن العلم والمعرفة في أي موضوع يشكّل قضية هو بداية لفكّ اشتباكاتنا مع صعوبة المشكلة وتحدياتها”.
 وتابعت: “لم يكن اختيارنا لعنوان الدراسة إلا خطوة مهمه في عملنا لمعالجة قضية باتت تؤرقنا وتعيش معنا ليل نهار، بعد أن باتت أحاديث المجالس والمنتديات والبيوت وحديث الإعلام نفسه، نستحضر فيها سلوكيات الشباب والأطفال، التي تتأثر بالإعلام الرقمي، وتخرج أحيانا على قيم الأسرة التي ستعمل على مواجهة هذا الواقع بما لديها من امكانات قد لا تكون قوية مما يستدعي تدخل مؤسسات المجتمع المدني التي عليها مسؤوليات دعم الأسرة في تلك المواجهة”.
 وقالت: “نعمل داخل المكتب الثقافي والإعلامي بشكل تكاملي مع مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة على اقتناع بأن الإعلام الرقمي وآثاره الحالية والمستقبلية على مجتمعنا وأُسرنا، محور   لا يجب أن يتوقف عن الدوران في فلكه دراسةً وحديثاً وحوارات ولقاءات مختلفة، لسطوة هذا المشهد التكنولوجي على الجميع وعلى كل ميادين الحياة”.
 وتضمن اليوم عرض دراسة عن “دور الإعلام الرقمي في تشكيل الواقع القيمي للأسرة بإمارة الشارقة  – دراسة تحليلية ميدانية”، شارك فيها الفريق البحثي في معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، وهم أساتذة في كلية الاتصال في الجامعة وهم د.عصام نصر، د.ثريا السنوسي، د.إنجي محمد خليل، وأدار الملتقى الدكتور فاكر الغرايبة مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية، وعقب عليها الإعلامي أحمد سالم بو سمنوه، ود. سعيد العمودي الإعلامي في المكتب الثقافي والإعلامي.
 وتضمنت الدراسة التطورات التكنولوجية البحثية وظهور أشكال جديدة من وسائل الإعلام الرقمي، وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع والتطبيقات الإلكترونية، وتنوع المنصات الرقمية للتواصل والتفاعل دون حدود جغرافية، إضافة إلى قدرة وفاعلية الإعلام الرقمي في تشكيل فكر المجتمع وقيمه ومعتقداته.
 وأوصت الدراسة بإنشاء مجموعات شبابية من المؤثرين وتفعيل مفهوم التربية الإعلامية بالمدارس عبر لجنة من الخبراء للحفاظ على القيم الأسرية، بالإضافة إلى وضع استراتيجية متكاملة ذات خطط مرحلية، بجانب خطة تعاون فعال مع وسائل الإعلام المحلية وتنوع مضامين الأنشطة الإعلامية، ووضع ميثاق شرف إعلامي واتصالي وإنشاء مركز للرصد القيمي.
 وقالت الدكتورة إنجي خليل: “إن تباين وجهات النظر حول وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للبشرية لتبادل الاتصال والمعرفة والتقارب والتفاعل وبناء علاقات اجتماعية جديدة، لكنها في نفس الوقت مصدر للخطر على العلاقات الاجتماعية التي تتقاطع مع التقاليد والقيم المجتمعية وتؤدي إلى العزلة وتفكيك النسيج الأسري والاجتماعي”.
وتابعت: “حماية الأطفال والشباب من مخاطر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية الأسرة والمجتمع، مؤكدة أن تأثير الإعلام الرقمي على القيم الأسرية تؤرق المجتمع الإنساني بأسره”،
 وأشارت إلى أن أهمية موضوع الدراسة يكمن في التغير الملحوظ في القيم التي تتبناها الأسرة العربية، والذي يعود جزء كبير من أسبابه إلى الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن رؤية المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى للأسرة بالشارقة اهتمامه بتلك الدراسة يرجع لكونه مؤسسة ثقافية وإعلامية رائدة في توعية وتنمية الأسرة.
  بدورها أشارت دكتورة ثريا السنوسي إلى المستويات الاجتماعية ونسب المشاركة في الدراسة، مؤكدة أن 41 في المئة من أمهات الأطفال المستجوبين هن جامعيات، في حين حصلت نسبة 26 في المئة منهن على ثانوية عامة ونسبة 18 في المئة من الأمهات دراسات عليا مقابل 3 في المئة فقط لم يتعلمن، وهو مؤشر يدل على تطور المستوى الدراسي للأسرة الإماراتية. كما أكدت الدراسة على أن 52% من فئة الأطفال واليافعين يفضلون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جميع الأوقات. و47% من فئة الأطفال واليافعين بفضلون الاستخدام المنفرد لمواقع التواصل الاجتماعي، كما تباينت دوافع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفئة الأطفال واليافعين: 44% للتسلية ، 31% تحصيل معلومات عامة، 12% معلومات محددة، كما سجل الدور التوجيهي نسبة 45%، وهناك كذلك مؤشر إيجابي يدعم وعي العينة حيث أكدت 73% من العينة تمسكها بالقيم والسلوكيات التي نشأت عليها.
كذلك  نلاحظ توازنًا بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد من حيث نسب المتابعة، حيث يتابع 41.8% التلفزيون، ويتابع 35.6% وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هناك تراجع لمتابعي الصحف والمجلات 1.8%
وعقب الإعلامي أحمد سالم بو سمنوه مؤكداً ضرورة تطرق الدراسة مستقبلًاً إلى عدد حسابات الأشخاص في المنطقة العربية فيما يصل عددها في الهند لأكثر من 7 حسابات، وفي اليابان إلى 4 حسابات للشخص الواحد، متمنياً أن يكون هذا البحث العلمي ممنهج، خصوصاً أنه ذكر أن عدد ساعات الجلوس على “سوشيال ميديا” نحو 7 ساعات، وهو ما يؤكد على أن هناك إدمانًا، وهو ما يتطلب تكرار الدراسة سنويا نتيجة التغيرات التي تطال المجتمع بشكل مستمر، فيما طرح د.سعيد العمودي فكرة ضرورة وجود لاصق لمنع المواد التي يمكن أن تكون ضارة بالطفل، وأكد على وجود ثلاثة عناصر مهمة في الدراسة والملتقى عموماً وهي الإعلام الرقمي والأسرة والقيم، ولكن العنصر الرابع هو الأهم في التأثير والذي عبر عنه بمصطلح “اللواصق والمثبتات” وهي مجموعة توصيات معنية في زيادة الأثر القيمي والفني على الملتقى.

المصدر : موقع البعد المفتوح
الرابط : https://albodalmaftooh.com/2022/03/15/%d9%85%d9%84%d8%aa%d9%82%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d9%88%d8%b1%d8%aa/