الشيخة جواهر: ضرورة حماية مجتمعنا من «الآفات الإعلامية»

الشارقة: ميرفت الخطيب


أكدت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ضرورة حماية مجتمعنا من الآفات الناتجة عن ما تقدمه وسائل الإعلام، لأن الإعلام من أكثر المؤثرات في مجتمعاتنا. ودعت إلى تدخل الجهات العليا لإنقاذ المجتمع من آفات إعلامية تتسرب إلى وجدان أبنائنا وسلوكهم وأفكارهم.

جاء كلام سموّ الشيخة جواهر، خلال افتتاح فعاليات «ملتقى الإعلام الأسري» الخامس، عبر تقنية التصال المرئي، الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس، على مدى يومين، انطلاقاً من أهمية الأسرة ودورها في استقرار المجتمع، وأعلن خلال الملتقى إنشاء مركز للإعلام الأسري في المجلس، بتوجيهات سموّ الشيخة جواهر، تتلخص رسالته في الوصول إلى إعلام أسري متنوع فاعل ومؤثر، يخاطب بقيمنا الأصيلة أفراد الأسرة، ويمدهم بمنظومة ثقافية معاصرة أساسها التنمية والثوابت المجتمعية، ومنطلقها الممارسات العالمية.

وتوجهت سموّ الشيخة جواهر، للحضور بكلمة قالت فيها: تظل الأسرة في واجهة اهتماماتنا، والأساس الذي نبني عليه مشاريع التنمية في المجتمع، فمن دونها لا مجتمع، ولا تنمية ولا حضارة تستند إلى عطاء الإنسان وفكره وإبداعه.

وكلنا نعلم أن الأسرة هي المدرسة الأم، المدرسة تنبع فيها المعرفة الأولى، وتزدادُ أهميتها في حياة الانسان وتتنوع مسؤولياتها مع نموه وانتقاله من مرحلة عمرية إلى أخرى، لهذا فإن نظرتنا للأسرة نظرة للحياة والبقاء والتطور والحضارة، ونظرة للاستمرار في تحريك قوافل العمل والعطاء والبناء، لتصل إلى طموحات البشرية في العيش بأمان وسلام.

وأضافت، أن الإعلام هو من أكثر المؤثرات في مجتمعاتنا وما يتضمنه من عالم غرائبي تتنوع فيه الهويات الثقافي، وأي تأثيرٍ لا يُسهم في أداء دورها - وربما يعطله - يجعلنا في حالة تَنَبُّهٍ واستنفار، والعمل على اتخاذ الإجراءات التي تواجه كل ما يحولُ دون أن تستكمل دورها. ومن أكثر المؤثرات في مجتمعاتنا «الإعلام» وما يتضمنه من عالمٍ غرائبي تتنوع فيه الهويات الثقافية، وتتداخل مع خصائص كل مجتمع وكل أسرة، فيحدث نوع من الخلط الثقافي، خاصة مع دخول ما لا يتناسب مع ثقافة مجتمعنا والهوية العربية الإسلامية التي يحملها، ويعتمد على قيمها في بناءِ الأسرة.

وقالت إن ملتقى الإعلام الأسري، أو الإعلام الموجه للأسرة يأتي في وَقْتٍ نحتاج فيه إلى أن ننظر إلى ما وراء هذه المصطلحات، ونفسرها ونضعها على موائد الحوارات التي تؤتي ثماراً، فنرى أطفالنا وشبابنا وقد تأثروا إيجاباً بما هو مطروح، ومما يؤسف له أننا ندعو إلى ذلك منذ عشرات السنين، حين وعينا الخطر القادم عبر الإعلام، والخطر الأكبر يتمثل في غفلة الأسرة عما تحدثه هذه الوسائل، لنقول إن المسؤولية ليست على الإعلام وحده، بل على الأم والأب، ومؤسسات المجتمع المدني، ونحن في حاجة إلى قرار يأتي من جهات رسمية عليا، كي ننقذ مجتمعنا من آفات إعلامية تتسرب ليس في الخفاء، ولكن في الظاهر إلى وجدان أبنائنا وسلوكهم وأفكارهم. إذن، علينا أن نواجه الإعلام ذا الرسالة السلبية على مجتمعاتنا وأسرنا بكثير من الخطط الفاعلة في هذا المجال. ونشكر كل من شارك في الملتقى.

وفي بداية الملتقى، قالت صالحة غابش، رئيسة المكتب الثقافي والإعلام «نلتقي معكم على صعيد خصب للحوار في موضوع يشغل بال المهتمين بقضايا الأسرة لما لها من أهمية في تقوية أركان البناء المجتمعي، بل والإنساني عموماً، فالأسرة هي مصنع الإنسان أخلاقه وقيمه وصحته وعافيته، فكره وتوجهاته.. علاقاته وممارساته الاجتماعية، والإعلام، الكلمة الأخرى في العنوان المركب للملتقى الحديث عنه يطول، ولا ينفك أحدنا من المهتمين في استقرار الأسرة والتوعية العامة بشؤون الحياة من القول بمدى تأثيره في ذلك كله وفيما هو أبعد من ذلك، فالإعلام يتوالد، وأقصد أننا كل يوم إزاء برامج وتطبيقات رقمية جديدة تتواصل مع كافة الفئات وتبث برامج وأحاديث ووقائع في إطار جاد أحياناً، وفي أطر لا ترقى - في أحيان كثيرة - إلى طموحات التقدم والارتقاء والسلامة في الفكر والبدن والقيم».

الجلسات

تضمن اليوم الأول جلستين عن «الإعلام والأسرة»، وناقشت الأولى التي أدارتها الإعلامية عائشة الرويمة، واقع الإعلام الأسري، حيث قدمت الدكتورة شريفة المرزوقي، مديرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، ورقة «الإعلام الأسري.. النظرية والتطبيق»، وقالت: «أصبحت وسائل الإعلام على مقدرة عالية لنقل القضايا والأحداث التي نعايشها، وقد يكون جزء كبير من ذلك لا يطابق الواقع؛ فالمضمون الإعلامي يعمل على توظيف مفهوم الصورة الذهنية بالكلمة والصورة والرسم ومقطع الفيديو».

وأضافت: التربية الإعلامية إعداد إعلاميين لأداء العملية التربوية على مستوى أكاديمي وأسري. ولا بدّ من تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحقيق هذه الغاية. ونفتقد اليوم البرامج الإعلامية التي كانت تقدم في السنوات السابقة وتخاطب مختلف أفراد الأسرة، مثل مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية» و«افتح يا سمسم».

وقدمت الدكتورة سناء النيل، من كلية الأمومة والعلوم الأسرية - جامعة عجمان ورقة «الفرق بين الإعلام الأسري والإعلام الموجه للأسرة»، أكدت فيها علاقة تشابه بين الإعلام الأسري والإعلام الموجه، فكلاهما متخصص في الأسرة، ولكن الأسري يهدف إلى التوعية الأسرية للأفراد، لتكوين بناء عقلي يمكن الفرد من إدراك ذاته وإدراك محيطه، بينما يهدف الموجه للأسرة إلى التأثير عبر الجانب الانفعالي الوجداني في التغير المعرفي والسلوك والاتجاه، وهناك علاقة تبادلية بينهما.

وقدم الدكتور وصفي روسان، مستشار أول تخطيط استراتيجي وتطوير القيادات وبرامج التغيير، ورقة «الممارسات العالمية في الإعلام الأسري»، حيث أكد أن هناك محركات خمسة كبرى للإعلام الأسري، وهي تطور المناخ الاجتماعي العالمي، والتقدم السريع في تقنية المعلومات، والتحولات الجيلية والتحولات الاقتصادية والتحول في سياسات الصحة العامة.

المصدر : صحيفة الخليج
الرابط : https://www.alkhaleej.ae/2021-04-05/الشيخة-جواهر-ضرورة-حماية-مجتمعنا-من-الآفات-الإعلامية/أخبار-من-الإمارات/أخبار-الدار