المكتب الثقافي والإعلامي يطلق “ملتقى الإعلام الأسري”

الشارقة:

برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة،  وانطلاقاً من أهمية الأسرة ودورها في استقرار المجتمع، نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ملتقى الإعلام الأسري، وتم الإعلان عن إنشاء مركز للإعلام الأسري في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.. بتوجيه كريم من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي-رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.. تتلخص رسالته في الوصول إلى إعلام أسري متنوع، فاعل ومؤثر، يخاطب بقيمنا الأصيلة كافة أفراد الأسرة، ويمدهم بمنظومة ثقافية معاصرة أساسها التنمية والثوابت المجتمعية ومنطلقها الممارسات العالمية.

 

وصرحت سموها حول الملتقى قائلة:

” تظل الأسرةُ في واجهة اهتماماتنا، والأساس الذي نبني عليه  مشاريع التنمية في المجتمع.. فمن دونها لا مجتمع هناك، ولا تنمية.. ولا حضارة تستند على عطاء الإنسان وفكره وإبداعه.

كلنا يعلم أن الأسرة هي المدرسة الأم.. المدرسة تنبع فيها المعرفة الأولى.. وتزدادُ أهميتها في حياةِ الانسان.. وتتنوع مسؤولياتها مع نموه وانتقاله من مرحلة عمرية إلى أخرى..”

وأضافت:

“لهذا فإن نظرتنا للأسرة هي نظرة للحياة والبقاء والتطور والحضارة.. نظرة للاستمرار في تحريك قوافل العمل والعطاء والبناء لتصل إلى طموحات البشرية في العيش بأمان وسلام.

وأي تأثيرٍ لا يُساهم في أداء دورها -وربما يعطله- يجعلنا في حالة تَنَبُّهٍ واستنفار، والعمل على اتخاذ الإجراءات التي تواجه كل ما يحولُ دون أن تستكمل دورها..

ومن أكثر المؤثرات في مجتمعاتنا كلها هو “الإعلام” ومايتضمنه من عالمٍ غرائبي تتنوع فيه الهويات الثقافية، وتتداخل مع خصائص كل مجتمع وكل أسرة.. فيحدث نوعاً من الخلط الثقافي.. خاصة مع دخول ما لا يتناسب مع ثقافة مجتمعنا والهوية العربية الإسلامية التي يحملها، ويعتمد على قيمها في بناءِالأسرة.”

وقالت موضحة:

“ملتقى الإعلام الأسري.. أو الإعلام الموجه للأسرة يأتي في وَقْتٍ نحتاج فيه لأن ينظر إلى ما وراء هذه المصطلحات، ونفسرها ونضعها على موائد الحوارات التي تؤتي ثماراً فنرى أطفالنا وشبابنا وقد تأثروا إيجاباً بما هو مطروح، ومما يؤسف له أننا ندعو إلى ذلك منذ عشرات السنين حين وعينا الخطر القادم عبر الإعلام، والخطر الأكبر يتمثل في غفلة الأسرة عما تحدثه هذه الوسائل، لنقول بأن المسؤولية ليست على الإعلام وحده.. بل على الأم والأب، ومؤسسات المجتمع المدني، و نحن في حاجة إلى قرار يأتي من جهات رسمية عليا كي ننقذ مجتمعنا من آفات إعلامية تتسرب لا في الخفاء ولكن في الظاهر إلى وجدان أبنائنا وسلوكياتهم وأفكارهم.

إذن، علينا أن نواجه الإعلام ذا الرسالة السلبية على مجتمعاتنا وأسرنا بكثير من الخطط الفاعلة في هذا المجال.”

وختمت كلمتها قائلة:

“أشكر كل من شارك في ملتقى الشارقة للإعلام الأسري الذي تنظمة إحدى مؤسساتنا “المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة”، وأسال الله تعالى أن تتحقق مراميه وأهدافه.”

 

كما صرحت صالحة عبيد غابش، رئيس المكتب الثقافي والإعلامي حول الملتقى قائلة:

“نلتقي معكم على صعيدٍ خِصْب للحوار حول موضوعٍ يشغل بال المهتمين بقضايا الأسرة لما لها من أهمية – كما تعلمون – في تقوية أركان البناء المجتمعي، بل والإنساني عموماً، فالأسرة هي مصنع الإنسان.. أخلاقه وقيمه وصحته وعافيته، فكره وتوجهاته.. علاقاته وممارساته الاجتماعية، والإعلام.. الكلمة الأخرى في العنوان المركب للملتقى.. الحديث عنه يطول، ولا ينفك أحدنا من المهتمين في استقرار الأسرة والتوعية العامة بشؤون الحياة من القول بمدى تأثيره في ذلك كله وفيما هو أبعد من ذلك، فالإعلام يتوالد.. وأقصد أننا كل يوم إزاء برامج.. وتطبيقات رقمية جديدة تتواصل مع كافة الفئات وتبث برامج وأحاديث ووقائع في إطار جاد أحياناً، وفي أطر لا ترقى -في أحيان كثيرة- إلى طموحات التقدم والارتقاء والسلامة في الفكر والبدن والقيم.”

وتابعة قائلة:

“لقد نمونا عَلَى “أركان برامجية” توجه رسالتها إلى الأسرة من خلال أحد أعمدتها ومكوناتها المهمة.. فبرنامج ركن المرأة موجه للمرأة، وركن الأطفال موجه كما هو واضح للطفل.. ومن هذا الركن وذاك يأتي الحديث عن الأسرة وأثرها في الفرد، وأثر الفرد الموجه إليه البرنامج في الأسرة.. وكانت -قياساً لزمن ما- تكتسب أهميةً لدى المتابع نظراً لقلة المنافذ الإعلامية التي تؤثر في الأسرة.. لكن اليوم إزاء انفتاح إعلامي يبدو أنه غيرُ مسيطر عليه للكثافة الثقافية والمعرفية التي تدخل منه إلى العقل والوجدان والقناعات التي تتحول إلى سلوك.. ومن هنا نبدأ في الالتفات إلى هذا الأمر..

وقالت موضحة:

“إن ملتقى الشارقة للإعلام الأسري جاء ليضع الجهود في مكانها الصحيح، عبر رؤى علمية وتخصصية وأكاديمية وتطبيقية، تساعدنا -نحن الذين نعمل في مجال الأسرة والإعلام الموجه لها- أن نعي دورنا جيداً، ونضع خططنا المحققة للنجاح في هذا الدور.. لنتساءل في النهاية: هل من أثرٍ إيجابي وفاعل لإعلامنا اليوم على الأسرة؟ أو ربما يكون السؤال هو: كيف يكون تحقيق هذا الأثر؟”

وتضمن الملتقى في اليوم الأول جلستين، تحملان محور “الإعلام والأسرة” ، وناقشت الجلسة الأولى التي أدارتها الإعلامية عائشة الرويمة، واقع الإعلام الأسري، حيث قدمت الدكتورة شريفة المرزوقي مدير المركز الإعلامي بجامعة الشارقة، ورقة عمل بعنوان: الإعلام الأسري..النظرية والتطبيق، وقالت:

“أصبحت وسائل الإعلام على مقدرة عالية لتصوير ونقل القضايا والأحداث التي نعايشها في حياتنا اليومية ، وقد يكون جزء كبير من ذلك لا يطابق الواقع الفعلي للمجتمع، فالمضمون الإعلامي يعمل على توظيف مفهوم الصورة الذهنية من خلال الكلمة والصورة والرسم ومقطع الفيديو”.

وسلطت الضوء على مفهوم التربية الإعلامية، حيث قالت:

التربية الإعلامية هي إعداد إعلاميين لأداء العملية التربوية على مستوى أكاديمي وأسري، والمساهمة فيها بكل أبعادها سواء كانت قيماً وثوابت مكتوبة أو متعارف عليها، ولا بد في هذا المجال من تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحقيق هذه الغاية.

وأكدت على أننا نفتقد اليوم للبرامج الإعلامية التي كانت تقدم في السنوات السابقة وتخاطب مختلف أفراد الأسرة، مثل مسلسل “إلى أبي وأمي مع التحية” و”افتح يا سمسم”.

وقدمت الدكتورة سناء النيل، من كلية الأمومة والعلوم الأسرية_جامعة عجمان ورقة عمل بعنوان الفرق بين الإعلام الأسري والإعلام الموجه للأسرة، قالت فيها : هناك علاقة تشابه بين الإعلام الأسري والإعلام الموجه، فكلاهما يعتبر إعلام متخصص في الأسرة، ولكن الإعلام الأسري يهدف إلى التوعية الأسرية للأفراد لتكوين بناء عقلي يمكن الفرد من إدراك ذاته وإدراك محيطه، بينما يهدف الإعلام الموجه للأسرة إلى التأثير من خلال الجانب الانفعالي الوجداني على التغير المعرفي والسلوك والاتجاه، وهناك علاقة تبادلية بينهما.

وأضافت مؤكدة على أننا نحتاج لتربية أسرية إعلامية، فلا يمكننا إلغاء وجود الوسائل الإعلامية وتأيرها، بل يمكننا تعليم الأبناء طريقة الاستخدام الصحيح لها، ولا يمكننا أن نضع الإعلام في دائرة اللوم والنقد باستمرار، فالإعلام له تأثيرات إيجابية كما له تأثيرات سلبية.

وقدم الدكتور وصفي روسان، مستشار أول تخطيط استراتيجي وتطوير القيادات وبرامج التغيير، ورقة بعنوان الممارسات العالمية في الإعلام الأسري، حيث أكد أن هناك محركات خمسة كبرى للإعلام الأسري، وهي تطور المناخ الاجتماعي العالمي، والتقدم السريع في تقنية المعلومات، والتحولات الجيلية والتحولات الاقتصادية والتحول في سياسات الصحة العامة”.

وأكد على ضرورة أن نتبنى ونعمل على بناء نموذج إعلامي يخاطب الجمهور من سن السابعة إلى السبعيبن عاماً، وعلى ضرورة تبني “التحفيز” كأسلوب إعلامي يعتمد على التركيز على جزيئات بسيطة ولكنها عميقة وذات تأثير في الرسائل الإعلامية.

المصدر : مجلة سيدات الأعمال الدولية
الرابط : https://ibw-media.com/20308/