«إبداعات المرأة الخليجية» تنظم ندوة «الموهوبون في الكتابة.. وطرق رعايتهم»

تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، والتي نظمها المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ضمن برنامج صالون الشارقة الثقافي وفي دورتها الثالثة عبر المنصة الافتراضية.

 وفي هذا الإطار صاحبت الفعاليات عدة جلسات منها ندوة بعنوان «الموهوبون في الكتابة.. وطرق رعايتهم»، قدمتها الفائزات بجائزة الدراسات الأدبية وأدارت الندوة الأستاذة عائشة عثمان البلوشي.


أفكار مغلوطة

الورقة الأولى في الندوة قدمتها الفائزة بجائزة الدراسات الأدبية، الباحثة الدكتورة صباح عبد الكريم عيسوي من المملكة العربية السعودية، تحت عنوان «مرتكزات التخطيط لبرامج تنمية الكتابة الإبداعية في ضوء نتائج الدراسات الدولية»، تناولت عدة محاور أهمها: أغراض الكتابة الإبداعية في مجتمع يقوم على العلم والتقنية، وتأكيد الدراسة على علاقة الكتابة الإبداعية بالعمليات العقلية العليا وبالنمو السليم، وأهمية الاهتمام بالموهوبين وبالكتابة الإبداعية لهم، موضحة أن المجتمع العربي بحاجة إلى تغيير الأفكار المغلوطة حول الموهبة بأنها تقتصر على العلوم والاختراعات، وتلك التي ترى الكتابة الإبداعية موهبة طبيعية تولد مع الفرد، وليست مهارة تحتاج إلى التعليم والتطوير أو تلك النظرة الضيقة للكتابة الإبداعية بصفتها هواية ينميها البعض عبر الممارسة فقط، ولا تشملها نظريات التعلم واستراتيجياته ووسائل تقييمه.

وأكدت الباحثة ضرورة توجيه اهتمام إدارات التعليم ومراكز الموهبة والمؤسسات الثقافية ببرامج الكتابة الإبداعية وفق منهجية علمية، وأفادت بأنها أعدت هذه الدراسة لتكون مرشداً عند إعداد تلك البرامج.

وأشارت أيضاً إلى أن دراستها تسعى إلى توضيح أهمية الكتابة الإبداعية للموهوبين من خلال استعراض ما توصلت له الباحثة من دراسات دولية ومحلية في مجال الكتابة الإبداعية وعددها سبعون دراسة، تعمل الباحثة من خلالها على تحليل تلك الدراسات وتقييم نتائجها مستعينة بخبرة ما يزيد على ثلاثين عاماً في مجال التربية والتعليم الجامعي وتطوير البرامج التعليمية وبرامج الجودة، وتعليم اللغة والأدب والكتابة والبحث العلمي في مراكز بحثية دولية، ودورات الكتابة وتجربة إعداد برنامج لناد ثقافي/مهاري للبراعم قامت بتأسيسه عام 2007م، وذكرت أن الدراسة توصلت إلى نتائج يمكن الاستفادة منها في التخطيط والإعداد لبرنامج تعليم مهارة الكتابة الإبداعية للموهوبين منها:

- اتفقت جميع الدراسات دون استثناء على أهمية الكتابة الإبداعية، وأن الكتابة مهارة معقدة يتطلب إتقانها عملاً جاداً ويحتاج متعلموها ومعلموها لبذل الجهد في سبيل تعلمها وتعليمها، وهذا يسهم في تفنيد الاعتقاد الشائع بأن الكتابة موهبة فطرية لا تحتاج إلى تعلم.

- يوجد اهتمام بحثي دولي واضح بمجال الكتابة الإبداعية يدل عليه اتساع المنطقة الجغرافية للبحوث قيد الدراسة، ممتد منذ ما يقارب قرناً من الزمان، كما برز موضوع استراتيجيات تعليم الكتابة كأهم موضوع في البحوث بينما تناولت الدراسات الأخرى موضوعات متنوعة مثل سبل تقويم الإنجاز في الكتابة الإبداعية، والمهارات الأساسية للكتابة الإبداعية والاتجاهات نحوها.

وأيضاً انتهت استراتيجيات نظرية التعليم حول المتعلم، وأخرجت المعلم عن الدور التقليدي ليصبح ميسراً ومدرباً، وهذا أحد أسباب فاعلية الاستراتيجية.

ومن التوصيات التي جاءت في ورقة الباحثة الدكتورة صباح عيسوي والتي جاءت لإدارات التعليم العام ومدارس الموهبة وكذلك المؤسسات الثقافية التي تقدم الكتابة الإبداعية، وذلك في شكل تصور لمرتكزات برنامج تنمية الكتابة الإبداعية للموهوبين في دول الخليج يمكن الاستنارة به عند تصميم وتنفيذ برامج الكتابة الإبداعية ومبني على عدة أركان أهمها:

أولاً: المستفيدون (الفئة العمرية، مستوى الموهبة ككل، مستوى مهارات اللغة الأساسية، مستوى مهارة الكتابة الإبداعية).

ثانياً: المنظمون للبرنامج (إدارات التعليم، مركز موهوبين، مؤسسة ثقافية).

ثالثاً: طبيعة البرنامج، مدته، أهدافه، مخرجاته، الإمكانات البشرية والمادية المخصصة للبرنامج.


مجالات الموهبة

وبدورها أشارت المشاركة الثانية في الندوة الفائزة بالدراسات الأدبية الأستاذة عائشة الغيص الزعابي من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن دراستها في هذا المجال تهدف إلى التعرف إلى أبرز مجالات الموهبة في مجال الكتابة الإبداعية لدى الموهوبين في دولة الإمارات.

وتكونت العينة القصدية من 80 موهوباً وموهبة في مجال الكتابة الإبداعية تم بناء استبانة للتعرف إلى أبرز مجالات الموهبة وإعداد استمارة المقابلة الشخصية واستعراض أهم برامج رعاية الموهوبين بالدولة، والعقبات التي تواجه الموهوبين في الكتابة الأدبية.

وأفادت الغيص بأن نتائج الدراسة أشارت إلى أبرز مجالات الموهبة لدى الموهوبين تجلت في مجال سرد القصة، وقصص أدب الطفل والرواية والشعر النبطي بينما نجد قلة في بروز موهوبين في مجال الشعر الفصيح وفن المسرح، ومن أبرز برامج رعاية الموهوبين برنامج دبي للكتابة والذي أثمر بنتائج متميزة وهيئة الشارقة للكتاب ضمن برنامج رعايتها للكتابة الإبداعية «برنامج موهبة» منذ عامين بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية، ومركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والإبداع.

ومن التوصيات التي جاءت في دراستها بأن تتضافر جهود المؤسسات الثقافية في تبني مشروع وطني متكامل لرعاية الموهوبين في الكتابة الإبداعية، وأن تطرح مساقات التحرير الأدبي في الجامعات والاهتمام المبكر من قبل ولي الأمر، وتركيز وزارة التربية والتعليم على دعم الموهوبين وحسن اختيار المعلمين المختصين في الإشراف على برامج الموهبة وتأهيلهم، وسعي الإعلام على استقطاب هذه الفئة من الموهوبين وتحفيزها على المشاركة في المجالات الأدبية والثقافية ليتسنى لها التدريب على تنمية الموهبة والاستمرارية، وعقد شراكة ما بين المراكز الثقافية التخصصية وبين دور النشر لنشر إبداعات المبدعين دون تحمل المؤلف المبدع تكاليف النشر وما يترتب على عملية النشر.

المصدر : صحيفة البيان
الرابط : https://www.albayan.ae/culture-art/culture/2021-03-10-1.4112573