الكون حشد من المجرَّات.. وكل مجرة تضم مليار نجم

   
الشارقة: ميرفت الخطيب

بعنوان «مفاهيم وأسرار فلكية كونية في القرآن الكريم»، نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صالون الشارقة الثقافي، مستضيفاً الدكتور حميد مجول النعيمي، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، مدير جامعة الشارقة، أدارت الجلسة صالحة غابش، رئيسة المكتب الثقافي والإعلامي، وتم تنظيمها عبر تطبيق زوم.

قدمت غابش الجلسة، وقالت فيها: إذا كان القرآن كتاب الله المسطور فإن الكون كتاب الله المنظور، والمنظور يصدق المسطور، دلائله تجعلنا نقف بإعجاب لا مثيل له أمام ما يدور في الكون وأفلاكه، وتدل على قدرة الله سبحانه في إدارة الكون، ولدينا الكثير من المفاهيم والأسرار الكونية في القرآن الكريم، فما هي هذه المفاهيم والأسرار التي سيحدثنا عنها الدكتور النعيمي.
واستهل النعيمي الندوة بالآية القرآنية التي يقول فيها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «إن كل شيء خلقناه بقدر»، موضحاً أن أصل نظرية خلق الكون فلكياً هي نظرية الانفجار الكبير، وهناك الكثير من الدلائل العلمية الفلكية على هذا، وبالعودة للقرآن الكريم، نجد الله سبحانه وتعالى يقول «أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي» وهذا دليل واضح على بداية خلق الكون، ويقدر العلماء حدوث هذا قبل نحو 13 ملياراً و800 مليون سنة.
وتابع النعيمي موضحاً: قال الله سبحانه وتعالى «والسماء ذات الحبك»، وبالفعل عندما نتأمل الكون نجده محبوكاً ومليئاً بالطاقة والمادة، ولئن أردنا أن نحصي عدد النجوم فقط كمثال، فسنجد أن في الكون مليار حشد مجري (من المجرات)، وكل حشد يحتوي على مئة مجرة، وكل مجرة تضم مليار نجم! كما تحتوي على كواكب وأقمار لا تحصى ولا تعد...، وعلينا أن نعلم أن «المادة المعتمة» في الكون التي لا نعرف عنها شيئاً تمثل حوالي 96% من الكون، وأننا إن تأملنا في الآيات القرآنية سنجد أن المعنى الفيزيائي للأجرام السماوية واضح جداً، وفي مجرتنا تم اكتشاف أن كوكب الأرض هو أجمل الكواكب، وهو الوحيد الذي يعتبر كائناً حياً، بل إن العلماء لم يجدوا حتى أبسط أشكال الحياة في أي كوكب آخر على مجرتنا، ولا حتى الحياة البكتيرية البسيطة، ورغم هذا تعتبر الأرض مجرد نقطة زرقاء صغيرة تسبح في هذا الكون، كما صورتها أحدث الأقمار الصناعية، والآيات القرآنية التي تدل وتؤكد أن الله سبحانه أنعم علينا بكافة أشكال الحياة على الأرض كثيرة وواضحة، وتؤكد لنا ضرورة أن نحترم وجودنا على أجمل كوكب، ولا نفسد جماليات الحياة بالنزاعات والحروب.
وتطرق النعيمي كذلك لجانب آخر وهو الشمس، أقرب النجوم للأرض، حيث قال: قال الله تعالى: «وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم»، فالسرابيل هي الدرع الواقية من كل شيء، وكذلك الله سبحانه خلق الأرض بسطحها وغلافها وجبالها وأشجارها، لتكون صالحة لحياة الإنسان عليها، وحماه من أشعة الشمس الحارقة ومن ضربات الكويكبات والنجوم.
وتطرق د. النعيمي للكثير من الظواهر الفلكية كالثقوب السوداء مثلاً، وعن ظاهرة ولادة وموت النجوم، والتي قال الله سبحانه عنها في كتابه العزيز: «فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس»، واختلفت التفسيرات حولها وأكد الكثير من العلماء أنها النجوم. 
وفي جانب آخر من الندوة، سلَّط الضوء على دور مسبار الأمل في دراسة الغلاف الجوي وكشف الكثير من الأسرار، وتساءل: هل يستطيع الإنسان أن يعيش على سطح المريخ مستقبلاً؟ وهل هناك حياة في المريخ؟ حتى لو كانت مجرد حياة بكتيرية بسيطة، وليست حياة ذكية كالتي نعيشها، وختم كلامه قائلاً: «لا ندري قد تكون هناك كواكب أخرى فيها حياة في مجرات الكون الكثيرة، ولكن لا يمكن الوصول لها، وقد قال سبحانه في كتابه العزيز: «ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير».

المصدر : صحيفة الخليج
الرابط : https://www.alkhaleej.ae/2021-02-23/الكون-حشد-من-المجرَّات-وكل-مجرة-تضم-مليار-نجم/محليات/أخبار-الدار