صالون الشارقة الثقافي يناقش «خورفكان الواقع بمنظور سينمائي»

تحت عنوان «خورفكان الواقع بمنظور سينمائي»، أقام صالون الشارقة الثقافي، الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، جلسة افتراضية، مركزاً على موضوعين أولهما، فيلم «خورفكان» عن قصة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، والذي تم عرضه في احتفالية افتتاح مدرج خورفكان. وتناولت الجلسة في موضوعها الثاني الحياة الاجتماعية والمهنية لخورفكان من خلال الباحث في التاريخ والآثار محمد بن عبود النقبي، وأدارت الجلسة لطيفة الدرمكي من المكتب الثقافي والإعلامي.

تحدثت د. أمل الجمل الكاتبة والباحثة في سيميولوجيا الصورة السينمائية عن فيلم «خورفكان» وكيف نجح في عكس صور حقيقية عن الحياة في مدينة خورفكان، موجهة الشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة، لكون الفيلم تم اقتباسه عن مؤلفه التاريخي عن مدينة خورفكان، ويعد إضافة للسينما الإماراتية وسيظل في ذاكرة السينما العربية، متمنية عرضه في العديد من المهرجانات. وأوضحت: إن الفيلم عكس طبيعة الحياة في خورفكان من كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وكيفية التعامل بود واحترام وإنسانية بين الأفراد. وتناولت بالترتيب الزمني للفيلم والمؤثرات المستخدمة بإمكانات ضخمة لإضفاء المصداقية والواقعية للفيلم، إضافة إلى عناصر الترقب والتشويق وأداء الممثلين ودورهم البطولي في الفيلم.
وقالت الجمل: إن الفيلم استخدم أحدث التقنيات للوصول إلى المشاهد السينمائية التي ضمّت خدعاً بصرية متقنة، ومؤثرات صوتيّة، ومعايير ضوئية فنية منحت العمل بعداً آخر، مروراً بمراحل بناء المدينة التاريخية بالكامل، وما يترافق معها من سفن وقوارب ومعدات وأدوات حربية، صنعت جميعها بشكل خاص من أجل العمل. ونوهت بالممثلين الذين تمتعوا بالكثير من التلقائية. وعقبت قائلة: فيلم «خورفكان» هو الانطلاقة الحقيقية للسينما الاحترافية في الإمارات، على الرغم من وجود تجارب سابقة عديدة، فإنها تفتقد للغة السينما الاحترافية النوعية.
وقال محمد النقبي: إن طبيعة الحياة الاجتماعية سابقاً في خورفكان، ارتكزت على الأسرة الممتدة وتعلم القرآن الكريم والقيم والتقاليد والاحترام والحب والتعاون مع أفراد المجتمع من خلال المجالس، التي كانت تقوم بدور المدارس في ذلك الوقت، ويتعلم منها الطفل السنع وأدب الحديث. وأضاف: كنت أرافق والدي إلى المجالس للتزود من المعرفة وكانت المتنفس الكبير للحديث عما يجول في خاطرك وفرصة للتحادث مع الكبار وتعرض فيها المشاكل ويقوى النسيج الاجتماعي بين الناس.
وقال: قديماً في خورفكان كانت هناك 3 حارات هي حيياوه والشرقية والغربية، وكان تبادل الزيارات بالأفراح والأحزان، وإلى يومنا هذا وما نزال نثابر على هذه العادات فالبيت متوحد في خورفكان من قبل وبعد، ولم تجرفنا المدنية بكل أشكالها، ففي مجتمع خورفكان ما زالت الأسر متماسكة متعاونة وملتفة وعلى تواصل مستمر مع بعضها، وما زلنا نروي لأجيالنا تاريخ الأجداد وحكايات البطولات وما عايشوه في الماضي من صعوبات، فطبيعة الحياة الاجتماعية كانت مبنية على الحب والمودة والاحترام.
وأضاف: اجتمعت في خورفكان أربع بيئات هي الجبلية والصحراوية والزراعية والساحلية، وكان الميناء الطبيعي محور التجارة منذ القدم، وهذا ما دلتنا عليه التقارير والبعثات التنقيبية التي عملت في بعض أجزاء من خورفكان حيث استوطنها الإنسان قديماً قبل 4000 سنة، وعرف أهل خورفكان الصناعة ومنها الشباك والفخار والصناعات الحديدية وحياكة الملابس والبناء والتشييد.

 

المصدر : صحيفة الخليج
الرابط : https://www.alkhaleej.ae/2021-02-09/صالون-الشارقة-الثقافي-يناقش-خورفكان-الواقع-بمنظور-سينمائي/محطات/منوعات