أقلام نسائية واعدة تكتب بلغة التسامح

نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ضمن احتفالات الدولة بيوم المرأة الإماراتية، جلسة حوارية لبعض الشابات المبدعات في مجال الكتابة الإبداعية حملت عنوان «الأقلام الإماراتية الواعدة ولغة التسامح»، في فندق شيراتون الشارقة، مساء أمس الأول.
شارك في الجلسة كل من: الشيخة غاية حميد القاسمي، ومارية بن كرم، وحفصة راشد الظنحاني، وسارة فاروق محمد، وسط حضور كبير كانت الغلبة فيه للنساء، فيما أدارت الجلسة الحوارية الشاعرة شيخة المطيري، التي قدمت العديد من الأسئلة الحوارية المتعلقة بتجارب الفتيات مع الكتابة الإبداعية، وتوظيف لغة التسامح، وعلاقتهن بدور النشر، وقضية الحرية في الكتابة.
وأكدت صالحة عبيد غابش، رئيسة المكتب في كلمتها، على أهمية تكريم المرأة الإماراتية لما قدمته لدعم مسيرة الدولة في الداخل، والخارج، حيث إن المرأة الإماراتية شريك فاعل في مسيرة التنمية والتطوّر وبناء الدولة، وبفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة أصبحت الإمارات نموذجاً يحتذى به في تمكين المرأة، وقالت غابش: «نحن اليوم نحتفي بالمسيرة العطرة للمرأة الإماراتية التي سطّرها التاريخ بوصفها من أنجح قصص التميّز والريادة، وشريكاً يتساوى مع الرجل في بناء مسيرة التنمية».

وشددت غابش على أن المجتمع الإماراتي متسامح بطبيعته، وأن المرأة تعد رمزاً حقيقياً للتسامح، بما تتحلى به من صبر وقدرة على تربية النشء، والإنجاز في مهام العمل التي وكّلت إليها في الميادين كافة، متخذة من الأخلاق والقيم التي غرسها فيها مجتمع الإمارات منهجاً وأساساً لكل خطواتها، وجعل فلسفة التسامح جزءاً من حياتها اليومية، وهذا النهج لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم السلام والتعايش ليجعل اسم دولة الإمارات مرتبطاً بقيم التسامح.
وحول موضوع الجلسة الحوارية، ذكرت غابش أن المكتب الثقافي والإعلامي قرر الاحتفال مع مختلف المؤسسات الوطنية بهذا اليوم، عبر فتح صفحة تطل منها أجيال جديدة انتهجت الكتابة وسيلة للتعبير عن ثقافة المجتمع وتطوره؛ إذ إن الكاتب، وإن كان متفرداً في إبداعه، إلا أنه ابن البيئة التي نشأ فيها، فسقى قلمه من مدادها ثقافة، ومعرفة، وعقيدة، وتقاليدَ يعتز بها، ولا يغفل عنها في نصوصه الإبداعية.

تجارب

وفي مستهل الجلسة تحدثت الكاتبة مارية بن كرم، مؤلفة كتاب «بداية النهاية»، عن تجربتها في الكتابة الأدبية منذ الصغر، والعوامل المحفّزة على إصدارها للكتاب وهي في سن صغيرة، والتحديات التي واجهتها، وكيفية التغلّب عليها، وأشادت بسعي المؤسسات الثقافية في الإمارات، إلى منح هامش أكبر للمرأة للإبداع في المجال الأدبي بمختلف صنوفه.
وذكرت أن الكتابة وسيلة للتعبير عن ذاتها، حيث غيرت من شخصيتها، وعززت من مشاركتها في المجتمع؛ إذ صارت تتقبل النقد والرأي الآخر، كما أن احتشاد المجتمع الإماراتي بتفاصيل ثقافات مختلفة تعيش في تناغم، يحفز على الكتابة بلغة تتعدد فيها قيم التسامح.
أما الكاتبة سارة فاروق، فقد تناولت تجربتها الأولى مع الكتابة من خلال روايتيها «سيخذلك قلب أحببته»، و«رسالة إلى الحجر»، واستعرضت أعمالها الأخرى في مجالات القصة القصيرة، والشعر والخواطر، والنصوص المسرحية القصيرة، وشددت فاروق على أن الحرية تعني في المقام الأول احترام مختلف الأعراق، والأديان، والثقافات.
فيما أسهبت الكاتبة الشيخة غاية القاسمي في الحديث عن اهتمامها بالأدب والكتابة، حيث كانت هنالك محفزات لها دور كبير في حياتها، وحبها للقراءة والاطلاع وفن الخطابة والإلقاء، وشددت القاسمي على ضرورة ألا تمس الكتابة العادات والتقاليد، وأن القراءة يجب أن تنعكس على أخلاق القارئ وسلوكاته، وتجعله يتمتع بالقيم الإيجابية، واحترام الآخر.
وذكرت القاسمي أن المرأة الإماراتية أكدت حضورها القوي وعطاءها الفاعل والمتميز في خدمة وطنها في مختلف مجالات العمل الحكومي والرسمي والخاص. 
أما الكاتبة حفصة الظنحاني، الحاصلة على لقب بطلة التحدي في القراءة العربي في دولة الإمارات لعام 2017م، فقد تناولت أول إصدار لها، وهو رواية بعنوان «ليته كان حليماً»، التي تجسّد قصة واقعية عن مجتمع الشباب.
وأكدت الظنحاني على ضرورة أن تتحلى المرأة الإماراتية بالوعي، وأن تقوم المؤسسات المختلفة في الدولة بالاهتمام بالنساء، ومنحهن الفرصة لإثبات ذواتهن، واستدعت الظنحاني قول الأديب الكبير توفيق الحكيم: «عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة»، وشددت على ضرورة أن يسود التسامح ولغته في كتابة المبدعين.
وفي الختام كرمت صالحة غابش المشاركات في الجلسة

المصدر : صحيفة الخليج
الرابط : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/324b74e4-31cd-4bf9-8257-ff051361a62b