استضاف أحمد اليماحي ثقافي مجلس شؤون الأسرة بالشارقة ينظم جلسة عن الإعلام ورسالته

نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة افتراضية عن بعد، بعنوان "الإعلامي الإماراتي.. وحديث عن رسالة الإعلام اليوم"، حيث استضافت الإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي، وأدارت الجلسة صالحة عبيد غابش رئيس المكتب.
الشارقة 24:

عقد المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة افتراضية عبر برنامج "زووم"، بعنوان "الإعلامي الإماراتي.. وحديث عن رسالة الإعلام اليوم"، حيث استضافت الإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي، وأدارت الجلسة صالحة عبيد غابش رئيس المكتب.

وبدأت الجلسة، بالحديث عن تحديات العمل الإعلامي اليوم في نقل الخبر، حيث أكد اليماحي، أن التحديات التي نواجهها في حقل الإعلام الإماراتي كثيرة، وأضاف أنه لابد وأن ندرك أن مسؤوليتنا في الحقل الإعلامي عظيمة، وترتبط بقوة بالمواثيق الأخلاقية التي درسناها أكاديمياً، أي أن طالب اليوم في مجال الإعلام يأخذ دورة كاملة عن أخلاقيات المهنة، وأولها أن تكون أميناً مع المؤسسة التي تعمل فيها، وصادقاً تجاه الجمهور، مع الالتزام بالسياسة التحريرية لأية مؤسسة تعمل بها، والالتزام بالمواقف الوطنية التي نستمدها من الثقافة والتراث والقواعد الرصينة التي نستمدها من ديننا الحنيف ولغتنا العربية، فالإعلام هو الجزء الرصين من المجتمع، هكذا قدر له وهكذا يجب أن يكون، لا يمكننا أن نفصله عن المجتمع، وعلينا أن ننشد الاحترافية باستمرار، ولكن يجب أن نترك مساحة لمشاعرنا، نحن محترفون ولكن نحتاج لحزمة من القناعات والمشاعر والمبادئ المستمدة من ديننا وطننا وإنسانيتنا.

وتابع اليماحي، من التحديات التي تواجهنا هي المخرجات، فلابد وقبل أن أصل لمهنة الصحافي، أن يكون لديّ تسلسل أكاديمي واضح، فنحن نشكو حقيقة من بعد المراحل الدراسية والجامعية عن الواقع العملي، ما درسناه على مقاعد الدراسة خاصة الجامعية بعيد عن الواقع الذي نعيشه، واليوم نتكلم عن إعلام رقمي، ولا تناسبنا دراسة كتب من السبعينات، لذا نحتاج لغربلة مناهجنا، نحتاج لوضع قاعدة صحيحة للإعلامي الإماراتي أكاديمية وعملية، كي نجد إعلامياً ناجحاً، وينبغي أن نفعّل الدور الرقابي للمجلس الوطني للإعلام، فالكثير من الدورات التدريبة الإعلامية اليوم، لا تقدم لنا إعلاميين مؤهلين بالشكل الصحيح، لذا نواجه اليوم تحديات في المخرجات الإعلامية، ونعاني من ظاهرة التسرع في الوصول للشهرة، دون تدرج، لذا بعض المخرجات لا تليق بالشاشة، نحتاج لتدرج في الدراسة والتدريب والتخصص.

وأكد المحاضر، ضرورة الاهتمام بصنع إعلام مؤثر، لنستمر في السير على نهج الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث أوضح نحن جزء رصين من قيم المجتمع الإماراتي، وجزء من سياسات مؤسساتنا الإعلامية، وجزء لا يتجزأ من قيم مجتمعنا، لا يمكن لهذه المنظومة أن تنفصل، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زرع القيم والمبادئ الأصيلة فينا، ووضع لنا دستوراً وخارطة طريق، تتحدث عن قيمنا في التسامح والتعايش والشفافية.

وتساءل اليماحي قائلاً، أين تصنع الريادة؟ وأجاب: الريادة في العمل الإعلامي لا تأتي من الجلوس في المكاتب وانتظار الأخبار من وكالات الأنباء، بل من العمل في الميدان، ومواجهة كل الظروف القاهرة للحصول على خبر.

وتم خلال الجلسة طرح تساؤل آخر، حول هل تشكل مواقع التواصل الاجتماعي تهديداً لبقاء الوسائل التقليدية، مثل التلفاز، والبث الإذاعي والصحافة المقروءة؟

وأجاب اليماحي، هذه المسألة الجدلية في الصحافة والإعلام، فتحت منذ سنوات ولم تغلق حتى الساعة، ولا أحد يمكنه أن يعطينا حقيقة قاطعة، ولكن الواقع يؤكد أن ظهور المذياع لم يلغِ الصحف، وظهور التلفاز لم يلغِ المذياع، وبالتالي لن تلغي وسائل التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام التقليدية، فلازال هناك مثلاً من يحب رائحة الصحف ويفضلها كمصدر للأخبار، وأشار لجانب مهم، وهو تغير الكثير من المفاهيم اليوم، فظهور وانتشار شخصية ما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووجود الكثير من المتابعين لها، لا يعني أنها أصبحت شخصية إعلامية، هي شخصية مشهورة نعم، لكن الإعلامي يحتاج للتدرج، لسنوات من الدراسة والتعلم والعمل ليصل إلى مكانه، وليس لعدد كبير من المتابعين فحسب.

وكان لابد من التساؤل حول تمكن اليماحي من اللغة العربية، التي يتحدث بها بكل سلاسة وطلاقة، حيث أوضح ليس لهذا في الحقيقة وصفة سحرية، بل هو بمثابة تراكمات إيجابية منذ الصغر، والمسألة ليست في الكتب ولا في البرنامج الاكاديمية ولا الدورات، بل في قدرتك على الإلمام بأدواتك المهنية، وثقافتك ولغتك وفهمك للكاميرا والأمور التقنية، وأن تحظى بقبول الجمهور، وأن تكون على اطلاع واسع وقراءة مستمرة فحقلنا الإعلامي متسارع جداً.

ونصح الجميع بالسعي لطلب العلم، ولا تجلس وتتحسر وتردد عبارة "لم يعلمني أحد"، فمثلاً قبل أن أبدأ في التقديم التلفزيوني، استعنت بمتخصص في علوم النحو، دربني على كافة القواعد النحوية لأتجنب الأخطاء، فالجهد الشخصي مطلوب للنجاح، كما يجب أن تكون أكبر ناقد لنفسك، لا تتوقف أمام المديح، وتوقفك يعني تراجعك، بينما نقدك المستمر لنفسك يطورك.

وتحدث اليماحي، عن أهمية وجود قدوة لكل إعلامي، ولكن بشروط، حيث أكد بالنسبة لي قدوتي في المجال الإعلامي كان تركي الدخيل سفير المملكة السعودية في الإمارات، فهو قامة شامخة، عنده المقدرة على صياغة أسئلة ذات جودة عالية وأسلوب مبهر في وقت وجيز، والكاريزما حاضرة لديه، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل وجود قدوة لنا يعني الانقياد التام لها والتقليد وتتبع الخطوات؟، بالطبع لا، لأنك إذا قلدت شخصاً آخر ستكون نسخة عنه، بينما يحتاج كل إنسان لأسلوب متفرد كي ينجح، والبعض يتعجل الوصول لشهرة وبالتالي يقلد شخصية مشهورة، ويتحول لنسخة عنها، ولكنه لن يجد القبول من الجمهور.

وبالنسبة للبرامج التي يفضلها اليماحي، أوضح أنه يفضل البرامج الاستقصائية، التي يحصل فيها الصحافي على المعلومة بنفسه من الميدان، وقدم كلمة لإعلاميّ المستقبل، حيث قال: لا تستعجلوا النجاح والشهرة، النجاح الحقيقي هو الذي يأتي بالتدريج، بعد سنوات من العمل والخبرة، وتمسك بقناعاتك مهما واجهت من عقبات، فقد كانت لديّ دائماً قناعة أن الحيادية يجب أن تغيب في ركائزنا الدينية، والوطنية وأمام الإنسانية، ففي هذه المواقف عليك أن تترك المجال لمشاعرك، لقيمك وقناعاتك.

وفي نهاية الجلسة، تم فتح باب الأسئلة أمام الجمهور، حيث طرحوا عدة أسئلة أجاب عنها الإعلامي أحمد اليماحي، وأهمها تساؤل حول إمكانية تحقيق سبق صحافي دون الإخلال بأخلاقيات المهنة، حيث أوضح قائلاً: تأكد من أدواتك، ثق بخطواتك، هناك آلية عمل واضحة في كل مؤسسة، وكل عمل يقدم يمر بعدد من المراحل والأشخاص، وهناك جهات اختصاص، لكل عمل تتحمل مسؤوليتها كاملة، لذا علينا أن نعمل بمصداقية وثقة مع الحرص على أهمية العمل الجماعي، والتكاتف ليكون العمل المقدم على مستوى جيد.

المصدر : الشارقة 24
الرابط : https://www.sharjah24.ae/ar/arts/260519/ثقافي-مجلس-شؤون-الأسرة-بالشارقة-ينظم-جلسة-عن-الإعلام-ورسالته