كلمة رئيس المكتب

للثقافة – بكل مفاهيمها ومؤشراتها ومشاهدها وتطلعاتها – يدٌ طولى في تشكيل أحلام الأفراد والمجتمعات. فالثقافة عالم من المعرفة في كل مجال، وفضاء لا حدود له من الفكر والعواطف والأشكال السلوكية المختلفة، والمستمدة من عادات وتقاليد وعقائد ومعطيات تعكس العصر الذي يُعاش فيه. لذلك تعددت تعريفاتها لتشعبات أثرها في حياتنا.
إن الحياة بكل ما فيها تستند إلى ثقافة أسلوب في التعامل معها والتعايش مع تقلبات أحداثها المهولة، منذ أن خلق الله تعالى البشر جاعلاً الأرض مسكنهم التي عليهم أن يتفاهموا مع طبيعتها كي يحققوا لأنفسهم العيش الأفضل.
إن الثقافة تنوير وتبصير وإرشاد وتعليم وتأهيل... وكل ما يتعلق بإنماء الفرد والمجتمع على أسس التعامل مع مفردات الحضارة التي يعيشها الآن، ثم استشرافه للمستقبل، ومشاركته في رسم الخطط الكفيلة -بإذن الله- بتحقيق الإنجاز الذي يجعله حراً، متفرداً في عطاءاته، مبدعاً في قيادة مجتمعه؛ فهي رسائل موجهة إلى الإنسان في كل مراحله العمرية بدءاً من طفولته الأولى.
وفي الشارقة عاصمة الثقافة العربية، تبدو الثقافة ملكة متوجة على عرش الاهتمام بالإنسان، فلقد وُضِعت أساساً لتنميته وتطويره، وتبصيره بالأمور والأحداث من حوله، وتنوير فكره بمستجدات السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والصحة والتربية والتعليم... وغيرها مما لا تكتمل دورة حياة المجتمعات إلا به. فجاءت مبادرات لا تخلو من إبداع مؤسسها، وأبعاد فكره المستقبلية؛ ليضع الثقافة في إطارها الذي تستحقه، وأعني به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الذي نجد في كلماته أبعاداً مضيئة نستدل بها على خطواتٍ أكثر ثباتاً والمجتمع يُشاركه مشاريع التنمية. يتساءل سموه في مضمون الثقافة قائلاً: 
"نوع حياة، فكيف نقبل أن تكون حياتنا موقوفة على استهلاك سلبي معتمد على الآخر؟! الثقافة نوع حياة، فكيف لا نكرس جهودنا كافة لأجل أفضل نوع للعيش، يعتمد على الذات في تفاعلات إيجابية مع الآخر ؟!".
والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، باعتباره مؤسسة اجتماعية كبرى، لم يتخل عن هذا التوجه العام لإمارة الشارقة؛ فجاء المكتب الثقافي والإعلامي ليعبر عن حضور المجلس في المشهد الثقافي بالشارقة خاصة وفي الإمارات عموماً، لتتشكل رسالة إنسانية بلغة ترقى إلى الأهداف والغايات من تأسيس المجلس.