"حكايات وصور" في منصة الاثنين الثقافية للمكتب الثقافي والإعلامي

ضمن سلسلة نشاطات المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، وضمن سلسلة منصة الإثنين الثقافية، نظم المكتب منصة غاصت بذاكرة الكتابة بعنوان "حكايات وصور"، عبر برنامج "زوم" تماشياً مع آلية "العمل عن بعد"، وذلك بحضور الأستاذة صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي وحضور موظفات المكتب وبعض من الحضور الفاعل في مجال الثقافة والأدب، وأدارت الجلسة ندى الشحي، منسقة العلاقات العامة في المكتب الثقافي والإعلامي. 
واستعرضت المنصة أحاديث أدبية مشوقة تحكي قصة خُطى كل من الروائية "صالحة عبيد حسن" والشاعرة " شيخة المطيري" بدنيا الأدب برافديها كتابة الرواية ونظم الشعر، من خلال صور أرشفت لذاكرة الابداع لكل من الأديبتين. وقد استفاضت كل من الأديبتين بسرد حكايات استعيرت تفاصيلها من ذاكرة الأمس، الذي كشف لهما عن موهبتهما الأدبية فما كان لكل منهما إلا المضي وراء هذه الموهبة حسب اجتهادهما ورؤيتهما.
وقد فاجأت الروائية "صالحة عبيد حسن" حضور المنصة بأنها وعلى الرغم من اقتدار وتميّز أناملها بكتابة الرواية، فهي مهندسة إليكترونية ومتمكنة وحرفية نفس الأنامل من فك شفرات العالم الرقمي بمجال عملها بالهندسة الإلكترونية، تفوقت صالحة عبيد حسن الروائية على نفسها حتى أن مجموعتها القصصية الأولى" زهايمر" ترجمت للغة الألمانية عن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث 2010، وتحدثت عبر المنصة عن أهمية تكريم الكاتب والأديب وكيف أن أثر هذا التكريم لا يقف عند المردود الإعلامي والمادي فقط بل ما يفوق ذلك هو تعريف الكاتب بأن عطاءه مقروء من قبل الآخرين وإلا لم يكن ليصل لمحافل التكريم. كما تحدثت عن تجربتها في كتاب "حديث العزلة" بمشاركة 23 كاتبة خليجية، خلال جائحة كورونا. 
وقالت عبيد: "كنت أعيش حالة من التوتر، جاء الكتاب ليحفزني على تفريغ تلك الشحنة بكتابة مختلفة، التقطت الكثير من التفاصيل الصغيرة الي لم ينتبه إليها أحد". كما عرضت عبيد صور فوزها بجائزة العويس للإبداع عن قصتها "خصلة بيضاء بشكل ضمني" فاستذكرت تفاصيل إرهاصاتها الأولى على ساحل الشارقة في مواجهة البحر. 
أما قصة الشاعرة شيخة المطيري وحبها لدنيا الشعر ونظمه فهو توأم لحبها للحرف والكتاب والمكتبة، فمنذ طفولتها كانت مولعة بمكتبة والدها الأستاذ عبد الله المطيري وبتشجيعه وضعت شيخة أولى لبنات مكتبتها الخاصة وهي دون العشر سنوات بعد، وقد حقق حبها للسفر إشباع رغبتها بشم رائحة الب بأعرق المكتبات العالمية، حيث تحدثت عن أهم المكتبات التي زارتها منها مكتبة في إيرلندا وكم شدتها أجواء تلك المكتبة المحتضنة لبقايا رفات بعض من روادها كتكريم لهم، وكيف أن مسار الدخول لمكتبة شكسبير يحتم المرور بقبر هذا الأديب الكبير وكأنه باق يرصد خطى قراء أدبه رغم الفارق الزمني، فالكتاب هو محور عالمها أينما حلت حتى أن الكتاب يحتل المساحة الأكبر بحقيبة سفرها دون مقتنيات الموضة العالمية كغيرها من الشابات، وكانت أولى خطاها بعالم الشعر بكتابة أناشيد الأطفال ونشر بعض الخواطر بالصحف المحلية، وقد أبدعت بنظمها قصائد مجموعتها الشعرية" مرسى الوداد"، فهي الشاعرة التي عبرت عن رؤيتها لكاميرا الإعلام وكيف أنها تنقل صور وجوه الأدباء بينما كاميرة الشعر تغوص للأعماق لتنقل صورة قلوب الشعراء.   
كما تطرقت الأمسية إلى تجربة الكاتبتين في الكتابة الجماعية، حيث تحدثتا عن كتاب "قائمة" الذي شاركتا في كتابته إلى جانب كل من صالحة غابش، وشيخة الجابري، وأسماء الزرعوني، وبشرى عبد الله، وفاطمة الهديدي، حيث اجتمعت الكاتبات في ورشة ليبدعن، كل حسب ميولها واهتماماتها، وانضمت إليهن الفنانة التشكيلية نجاة مكي، بلوحاتها.