خلال ندوة "تمكين المرأة بالمجالين الثقافي والإبداعي": سيدات الإمارات يتألقن في قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة للكتاب

استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين -دورة اليوبيل الذهبي- 2019، ندوة "تمكين المرأة بالمجالين الثقافي والإبداعي"، بحضور كل من رئيس المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة صالحة غابش، وفاطمة المغنّي العضو السابق بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وفاطمة محمد مسؤول قسم الإنتاج بالمكتب الثقافي والإعلامي بالإمارة؛ وأدارت اللقاء الإعلامية سمر الدسوقي رئيس تحرير مجلة حواء. 

بدأ اللقاء بترحيب سمر الدسوقي بالحضور والمشاركات في الندوة، مؤكدة على عمق العلاقات المصرية الإماراتية "فمصر والإمارات تربطهما علاقات أخوة ضاربة بجذورها في أعماق الحاضر والتاريخ"، كما قالت، وأكدت "بيننا وبين الإمارات علاقات قوية، وضيوفنا اليوم ضيوف أعزاء ولهم كل التقدير والإحترام، لافتة إلى أن اللقاء الذي تتناول وضيوفها فيه تمكين المرأة في العمل الثقافي يهدف لتسليط الضوء على الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وقفزاتها الواسعة في مجال تمكين المرأة".
وتحدثت الدسوقي بالتفصيل عن ما وصلت إليه المرأة المصرية من تمكين في مختلف المجالات، والتي تعيش الآن عصرها الذهبي في كافة المحافل، ومن ثم سلطت الضوء على التجربة الإماراتية وتمكين المرأة هناك، عبر استعراض تجربة الضيفات الثلاث، حيث أكدت صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، إن المجلس نشأ عام ٢٠٠٠ بمرسوم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، للتنسيق بين المؤسسات الموجودة في إمارة الشارقة التي تعنى بالأطفال والفتيات والناشئة والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة "لتكون جميعًا تحت منصة واحدة تترأسها قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ولفتت إلى أنه بعد انضمام المؤسسات تحت مظلة المجلس تضاعف الاهتمام بالأسرة بشكل كبير، وأضافت موضحة: "وفي المجلس توليت مسؤولية المكتب الثقافي والإعلامي، ومن خلال هذه النافذة وجدت سبيلي لتفعيل العمل الثقافي". 
وتابعت  غابش "المرأة لدينا حاملة للواء التوعية، وهي مصلحة بالتكامل مع كافة أبناء المجتمع، وهي ليست قضية، فكلمة قضية توحي لمعنى "مشكلة" ونحن تجاوزنا هذا الأمر، فالمرأة تقوم بأدوار ومسؤوليات كبيرة في دولة الإمارات. وأشارت إلى وجود دعم من الدولة لكافة الأنشطة مؤكدة أن القيادة التي تعمل تحت مظلتها تؤمن برؤية بضرورة مواجهة التحديات، وجعلها وسيلة للتجديد والتغيير لصالح أهداف المجلس ورسالته. 
وتابعت: "إن أساس عملنا قائم على مجموعة قيم إنسانية تصب في مصلحة الإنسان لأنه أولاً في قائمة العمل البنائي والتطوير، فالمهم أن يكون ما يُقدّم مدروس بشكل جيد على الصعيد الثقافي والاعلامي من خلال مكتب متخصص في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة يرتقي بالقيم  الإبداعية سواء كان في كتاب نصدره أو عمل فني ننتجه، أو ندوة ومؤتمر وورش وجوائز، وأشارت إلى أن مجتمعنا ومؤسساته  مستمرة في دعم المرأة في المجالين الثقافي والإبداعي، وأضافت: "فأنا تقلدت منصب مدير عام المكتب الثقافي في المجلس الأعلى، وقدمنا العديد من الفعاليات؛ بل إن وزيرة الثقافة لدينا هي امرأة، وهذا تأكيد على الدور الثقافي للمرأة".

وتناولت غابش تاريخ المرأة في الإعلام والأدب الإماراتي في أعقاب الاتحاد "ففي السبعينات ظهرت أول مذيعة إماراتية وعدد كبير من الكاتبات والأديبات والاعلاميات، وفي ١٩٨٩ نشأت أول رابطة لأدييات الإمارات، وأصدرت الرابطة العديد من الكتب ومع مرور الوقت أصدرت مجلة "أشرعة" التي كانت الكتابة فيها مقتصرة على المرأة الإماراتية والعربية، ومن المبادرات المهمة التي شاركت المرأة في تأسيسها مبادرة "مكتبة لكل بيت" التي أشرفت عليها مؤسسة "ثقافة بلا حدود" برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي،  وعن تجربتها في الكتابة الأدبية قالت: إن الرقابة الذاتية تريحني، فأنا وضعت لنفسي إطاراً أكتب من خلاله، إطار لا يوقفني عن الإبداع بل يزيدني تحدياً للإبقاء على حريتها.. حرية الكتابة.

وتحدثت مدير المكتب الثقافي والإعلامي عن تجربتها العملية والإبداعية فقالت "بعد تخرجي من معهد المعلمات التي تعادل آنذاك مرحلة الثانوية العامة، دخلت في مجال العمل، فوالدي اختار لي أن أدخل معهد المعلمات، وأشكره لأن مجال التدريس مجال رائع زودني بخبرات عملية وتجارب في الحياة؛ وبعد خمسة عشر عاماً توجهت للعمل الثقافي، فعملت مديرة لرابطة الأديبات، التي ضمت عضوات مصريات  وفلسطينيات وأردنيات وسودانيات إضافة إلى الإماراتيات.. وعرضت الفكرة للشيخة جواهر وحصلنا على الموافقة عليها، وقدمنا العديد من الفعاليات والأمسيات الأدبية وشاركنا في الاحتفالات الوطنية على مسرح  نادي فتيات الشارقة،  خلال هذه الرحلة أصدرت خمس دواوين شعرية ورواية وكتاب توثيقي عن رحلة الشيخة جواهر العملية وقيادتها لفرق عمل، وحرصها على التنمية في مجالات عديدة منها الثقافة والصحة والعمل التطوعي والانساني والعمل الاجتماعي؛ وتحدثت كذلك عن تجربتها في الكتابة الدرامية "كنت أود أن أقدم من خلاله صورة للمرأة الخليجية بشكل مغاير لما تقدمه الكثير من الأعمال الدرامية وبعيدا عن الحسابات الإنتاجية. 

وأوضحت مسؤول الإنتاج الفني بالمجلس فاطمة محمد، من خلال كلمتها، أن أكثر شيء ميزّ المرأة في الإعلام الإماراتي هو "الالتزام بالخصوصية" بما في ذلك المظهر العام لها، "وأنا سأتحدث عن تجربتي كفتاة وجدت كل الاحترام والتشجيع في العمل الإعلامي، وهو ما حرصت عليه القيادة السياسية، وهذا النوع من الاحترام يدفع المرأة للإبداع أكثر"، وتابعت "بدأت العمل كمساعدة مخرج في تلفزيون دبي خلال فترة الدراسة، وفي ذلك الوقت عام ٢٠٠١ عندما التحقت بالتلفزيون كنا ثلاث سيدات فقط، أما الآن فأغلب العاملين بالتلفزيون هن من النساء، سواء مخرجات أومصورات أومونتيرات وغيرهن".
 
واستكملت فاطمة "بعدها قمت بإخراج الأغاني الوطنية.. الأمر الذي يجعلني أشعر بالفخر، ثم تعاونت مع الفضائيات المحلية، وحصلت على تكريم كواحدة من المبدعات بالإمارات، ويشرفني الآن أن أكون في مجال الثقافة والأسرة"؛ وأكدت أن كل مرحلة كانت تطرح ظروفها وخطط العمل الخاصة بها، وأضافت: "والآن نواجه وسائل التواصل الاجتماعي ونحاول مواكبتها بسرعة، فركزنا على انشغال الأطفال بالإلكترونيات، وكان دورنا هو العمل على الحد من هذا الأمر"، مُشيرة إلى أن هناك تشجيع من دولة الإمارات لفئات المجتمع كافة من خلال التحفيز والتكريم، "ولهذا الأمر أهميته في تحفيز طاقاتها للعمل بشكل أكبر وأكثر تأثيرا، خاصة وأن الأسرة مشجعة للمرأة والمجال مفتوح للإبداع بشكل عام في كل المجالات الفنية كالمسرح والموسيقى وغيرها، ويهمني في هذه الفترة موازاة حركة التواصل الاجتماعي وهو أمر مؤرق؛ ولدينا مسلسل قصير اسمه "سلامة تسلم عليكم" تقدمه فنانه إماراتية ويحظى بمشاهدة عالية وهو أهم المشاريع الإعلامية التي نعمل عليها".

وقبيل حديثها تناولت فاطمة المغني، العضو السابق بالبرلمان الإماراتي، معرض القاهرة الدولي للكتاب في ثوبه الجديد، وأضافت "هذه الحشود الكبيرة تثبت للعالم أن مصر الريادة، ومصر المحبة، وأنا أعشق مصر؛ فأنا بقلب إماراتي وعشق مصري".

وأكدت عدم وجودها في موضع وظيفي "فأنا متقاعدة أركز في العمل التطوعي، وأنا من مواليد 1958، وكنت منذ الصغر أعشق سماع إذاعة القاهرة، وكنت أردد كلمات نشيد "وطني الأكبر"،  وكنت أهتم كثيرًا بقراءة مجلة العربي الكويتية. وتابعت المغني "قديمًا كنت أعتقد أن حدود العالم هي حدود مدينتي، إلى أن رفعت بيدي علم الاتحاد وأنا في عمر الزهور".
 
وأشارت العضو السابق بالبرلمان الإماراتي قائلة: اعتبر  من المجتهدات اللواتي استطعن الموازنة بين الأمومة والعمل، وقد حصلت على جائزة المرأة المثالية في الامارات، ومن أعطاني القوة هي روح القوانين التي تعطي المرأة حريتها وحقوقها في العمل".

وتحدثت عن دورها في مشروع "نحو صيف هادىء لشباب المنطقة الشرقية" الذي يهدف إلى إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، لو في لهم أجواء لممارسة الهوايات وإظهار الإبداعات وإشغالهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وتحول المشروع إلى مراكز شباب، كما قمنا بوضع دراسات عن الأسرة في المنطقة الشرقية، التي من ظواهرها المحتاحة لعلاج.. تكاليف الزواج باهظة جدًا، لذا كان لابد من تغيير ذهن المجتمع، حيث كان الكثيرون يتورطون في الكثير من المشاكل المادية بسبب الديون الناتجة عن الأفراح الباهظة، فبدأنا مشروع الزواج الجماعي للفتيات والذي بدأ بـ14 فتاة ثم توسع في الأعوام التالية واستقطب أكثر من هذا العدد.

وأكدت المغني أن كل المجتمعات العربية كانت تعاني من التخلف في فهم العادات والتقاليد فالعادات والتقاليد جميلة لكن كان هناك خلل في تطبيقها".
 
وقالت: لي تجربة ناجحة في افتتاح مشروعات خاصة تشجع حضور ووجود المرأة الإماراتية في مختلف المجالات الثقافية، وبالرغم من أهمية أن أكون عضوا برلمانياً في المجلس الإستشاري بالشارقة، إلا أن دوري مهم أيضا في أن أكون موجودة لفتح كل الأبواب المغلقة لصالح كل فتيات المجتمع الإماراتي.

وكان للمكتب الثقافي والإعلامي مشاركات متميزة ومتنوعة على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين، منها حضور  ندوات متنوعة في ملتقى كاتب وكتاب، وفي الصالون الثقافي.  
كما قدمت صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي بالتعاون مع ملتقى ناشري كتب الأطفال ورشة قرائية لكتاب "باب سلطان"، وشهدت الجلسة إقبالاً من الأطفال الذين استفادوا من هذه التجربة الثرية، وتفاعلوا مع الورشة التي حققت هدفها في تشجيع الأطفال على القراءة، وتعريفهم بشخصية صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي. 
كما شاركت صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، في اجتماعات اتحاد الناشرين العرب، للاطلاع على مستجدات النشر العربي وهمومه وقضاياه.