"وتلك الأيام...ذاكرة سيدة إماراتية"

ضمن احتفالات المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة باليوبيل الذهبي للإمارات، وضمن برنامج صالون الشارقة الثقافي نظم المكتب لقاءً حوارياً تحت عنوان "وتلك الأيام...ذاكرة سيدة إماراتية" مع الأديبة شيخة مبارك الناخي، وأدارت الحوار صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، عبر تطبيق زوم، وحضره العديد من المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي. 
بدأت صالحة غابش الجلسة، حيث قالت: 
"تلك الأيام التي نكتب على جدرانها أولى حروفنا، لنبدأ رحلة الحياة، وتلك الأيام التي تمر علينا بكل مافيها من تحديات وحكايات ومواقف وحكايات تشكل تجربتنا في الحياة، وخبراتنا التي تجعلنا أقرب للتحدي في تخطي ما يواجهنا من متاعب، وتلك الأيام عنوان ملهم لحكاية سيدة إماراتية تتحدث سيرتها الذاتية عن تلك الطفلة التي نشأت في بيت علم وفي ظل والد لايزال يذكر بما أثرى به تاريخ المجتمع من علوم ومعارف، وتلك المربية التي تقلدت أهم منصب في حياتها، وفي حياة كل من سخروا وقتهم لتنمية الانسان، وتلك المبدعة التي امتلأ قلمها بمداد التاريخ، استقت ثراءها المعرفي من يد والدها "مبارك الناخي"، ومن تجربتها أيضاً كمربية، إنها الأديبة والمبدعة شيخة مبارك الناخي". 
وتحدثت الأديبة شيخة الناخي، بدورها، عن البيئة التي ساعدتها لتكون أول كاتبة للقصة القصيرة في الإمارات، حيث قالت:
"لازلت أذكر البدايات والزمن الجميل، زمن الندوات واللقاءات الأدبية الثرية، والبيئة المشجعة على العطاء والابداع، والأقلام الرصينة المبدعة، ونحن نحتفل بالعام الخمسين لدولتنا الفتية، أعود بذكرياتي للبدايات، للثقافة والأدب بالعموم، ولأسرتي التي احتضنتني بكل اهتمام، للأب الذي حرص على التربية والتوجيه، والفكر والتثقيف والنصح والارشاد، وشملني بكل الحب والرعاية والاهتمام، رعاية أثرت حياتي بتجربته الابداعية الثرية، حيث نشأت في حضن بيئة دينية وعلمية وثقافية وأدبية، المعلم والأديب الذي ساق قلمه بأدب فريد في عصره، فذاك القلم الذي تعلم وعلم، وكتب فأبدع، وجادت قريحته بشعر رصين تغنى به في حب الوطن، وحرص على نبذ الجهل والأخذ بكافة أسباب العلم، فكان الشاعر والخطيب المفوه والمعلم المبدع، فهذه هي البيئة التي عشت بها، بيئة العلم والثقافة والكتب، فكانت مكتبته رافداً لكل طالب علم، وقدر لي أن أعيش في هذا الزمن وأكون قريبة من والدي، وأشهد هذا الاحتفاء بالكتب والمؤلفات والمجلات، فنعمت بصحبة الكتاب، لذا كان لابد وأن أبدأ بدوري في المشاركة في العطاء الثقافي". 
وقالت: "لابد وأن أخص بالذكر سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي مهدت لي طريق العطاء الأدبي والثقافي، وطريق العطاء الجميل للوطن، وحلقت مع زميلاتي في فضاء الثقافة والأدب، فلعل صفحات كتاب "وتلك الأيام" تحملنا إلى تلك الفترة الخصبة من الزمن الجميل والذي لاتزال عبق ذكرياته ساكن في قلوبنا". 
وأكدت كذلك أن الشارقة...مدينة الأدب والثقافة هي البيئة الخصبة الثرية التي احتضنت كل مبدع ومثقف ومهدت له طريق العطاء الأدبي والفكري والثقافي.
وأضافت الناخي موضحة: 
"كما كان لزوجي كذلك دور كبير في دعمي وتشجيعي، وكان لاهتمامه بما أكتب وحرصه على توجيهي ودعمي دور كبير في مسيرتي وحافز قوي لي للاستمرار، ولا بد وأن أتحدث عن البيئة الاتحادي لوطننا، و التي شهدنا وضع لبناتها وانشاء مؤسساتها وسيرها الحثيث في كل المجالات بسرعة غير متناهية وقياسية، هذا الحراك وهذا الزخم الثقافي كان بمثابة البيئة الثقافية الايجابية التي عشنا في كنفها".
وتحدثت الناخي عن حرص مختلف الفئات في الدولة وفي مختلف المجالات على توثيق هذا الحدث المميز، والمشاركة فيه، وهو احتفال دولتنا بالعام الخمسين، وكان للأدب والثقافة بالطبع حضور قوي في هذا الاحتفال. 
وعن المجالات التي حفزتها للبدء في الكتابة، وعن أثر انعكاس عملها في مجال التربية والتعليم على الكتابة، تحدثت الناخي قائلة:
"حرصت منذ البداية على التنوع، فلم أحدد كتاباتي في مجال واحد، وحرصت أن تكون كتاباتي مناسبة للفرد في كل زمان ومكان، وبالطبع في بداياتي حرصت على التركيز على وطني، وسلطت جل اهتماماتي على المرأة التي كان لها دور مهم  في كافة المجالات وخاصة في مجال الأدب والثقافة". 
وعن تجربتها في مجال القصة القصيرة، قالت: 
في عام 1973م، أفسحت وزارة الشباب والإعلام المجال أمام كتاب القصة للدخول في منافسات لتشجيع الأقلام الناشئة على الكتابة، وكان لي شرف الفوز في هذه المسابقة بأول قصة كتبتها وهي بعنوان "الرحيل" حيث حازت المركز الأول، وكان ضمن لجنة تحكيم المسابقة المرحوم الدكتور نجيب الكيلاني، وقد اعتبرت هذا الفوز حافزاً لي على مواصلة التجريب في مجال كتابة القصة، وقد نشرت هذه القصة في مجلة "أخبار دبي"، وفازت قصة أخرى بالمركز الثاني في السنة التالية للوزارة نفسها ونشرتها في مجلة "صوت المرأة" التي كانت تصدرها آنذاك جمعية الاتحاد النسائي بالشارقة، حيث أسهمت الجمعية في استقطاب عناصر للعمل فيها بنشاطات اجتماعية وثقافية، وكان لي شرف الانتساب إلى عضوية هذه الجمعية.