اختتام حملة أنا البحر..في حب اللغة العربية

اختتم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة اليوم جلسات وفعاليات حملة "أنا البحر.. في حب اللغة العربية والتي استمرت لمدة خمسة أيام في الفترة من (15-19) من الشهر الجاري تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية ، حيث تم  تنظيم ندوة حوارية عبر تطبيق "زووم" بعنوان "الأسرة واللغة العربية"  استضافت د.محمد الأمين أستاذ الصحافة الإلكترونية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، والأستاذة في علم اللغة د.مريم بيشك ، والشاعر والباحث د.أكرم جميل وأدارت الجلسة الكاتبة والإعلامية عائشة العاجل.

وقدم الأمين خلال الندوة ورقة بعنوان "دور الإعلام في جعل اللغة معياراً للهوية في الأسرة والمجتمع" وذكر فيها بأن:" الإعلام يستند إلى اللغة ويعتبرها القناة الأولى للتواصل بين الناس وتشكيل الهوية والتي هي أساس النهضة والتطور ، ونستطيع من خلال إعلام مدروس وفعال أن نخدم اللغة من خلال تحرير محتوى إعلامي سليم  لغوياً وتوظيف مذيعين يتميزون بالسلامة النطق وقواعد الإعراب ".
وأكد على أهمية تقديم اللغة العربية الفصيحة للأطفال في أبسط أشكالها لحصولهم على الحد الأدنى من المفردات وإبراز جماليات اللغة في وسائل التواصل الحديث لتحبيب الجيل الجديد فيها من خلال آيات قرآنية وسنة نبوية و قصائد وأشعار.
وشاركت د.مريم بيشك في الندوة بورقة "واقع اللغة العربية في مجتمع الإمارات بوجود 200 جالية غير عربية " مؤكدة بأن سياسة التعايش والانفتاح التي تعتمدها دولة الإمارات نتيجة للتنوع السكاني فتعددت اللغات واللهجات وتطلب هذا منا أن نهتم بالكفاءة اللغوية لأبناءنا ورغم أن اللهجة العامية عربية إلا أن الوعي اللغوي مازال غائباً قائلة:" الوعي اللغوي هو معارف تتحول إلى سلوك ..وأبناءنا وصلوا إلى قناعة بأن اللفظ الأجنبي أفضل وأشمل من العربي وهذا ما يجب أن يدركونه بأن اللغة العربية لغة مرجعية ولغة اشتقاق فأنا اليوم لا أخاف على اللغة العربية بل أخاف على العرب أنفسهم بأن يفقدوا هويتهم".
وذكر د.أكرم في ورقته التي قدمها بعنوان " الحلول التربوية والأكاديمية " بأن : " اللغة العربية لغة عميقة وهي لغة القرآن الكريم وهي قائمة على الإشتقاق و حركات الإعراب ويتلقاها الطفل بداية من أسرته سواء كانت لغة فصحى أو عامية ، ولغة الإنسان له وظيفة تعبيرية وتواصلية وانفعالية ومشكلة اللغة العربية مشكلة قديمة ذكرها ابن منظوم منذ ثمانية قرون ولكن حلها يتطلب تعاون عدة جهات بداية من الأسرة التي يجب ان تمكن ابناءها من لغة عربية سليمة ومن ثم الروضة والتي يجب أن توظف معلمين بكفاءة لغوية عالية لأن الطفل يبدأ يستقي مفاتيح اللغة ومفرداته من معلميه في هذه المرحلة وأن يلتزم المعلمون في جميع المراحل الدراسية بتقديم  جميع المواد باللغة العربية الفصيحة لأنهم القدوة".
كما تم خلال الحملة تنظيم قافلة ألف باء، وهي برنامج ميداني مجتمعي منوع انطلق على مدار أربعة أيام، من الخامس عشر إلى التاسع عشر من شهر ديسمبر الجاري، في عدة أماكن عامة منها مسرح الجادة ومسرح مهرجان الضواحي العاشر في حديقة القراين في الشارقة وغيرها، وذلك لإيصال رسالة الحملة من خلال هذه الفعاليات لأكبر عدد ممكن من الجمهور، وتتضمن عدة فعاليات وبرامج، منها تقديم واستعراض لأغنيات باللغة العربية الفصحى، وعرض مسرحي "مغامرات مسرة في عالم اللغة العربية "، وورشة "الفصحى في تراثنا"، ومسابقات وعروض تهدف لتكثيف الاهتمام بلغتنا العربية، وشهدت العروض اقبالاُ كبيرا من الجمهور الذي حرص على التجاوب والمشاركة. 
وقدمت الحملة في الختام عدة توصيات منها:
-تكثيف البرامج الميدانية المرغبة للأطفال والشباب والكبار في التمسك باللغة العربية في حواراتهم خاصة مع العرب، مع عدم التقليل من أهمية تعلم اللغات الأخرى والتي نتوجه من خلالها  إلى الناطقين بها.
- دعم الكتب المنشورة التي تتناول اللغة العربية بطريقة محببة للأطفال، وجعل المناسب منها ضمن المناهج الدراسية.
- زيادة حصص اللغة العربية خاصة في المرحلة التاسيسة 
- استخدام وسائط متنوعة وجاذبة في تدريس اللغة العربية وغرسها في نفوس الأطفال
- تعزيز اللغة العربية من خلال مسابقات: أفضل مبادرة وبرامج أو مشروع لتعليم اللغة العربية. على صفحات التواصل الاجتماعي. أو موقع إلكتروني.
- تحسين وتطوير مناهج اللغة العربية وجعلها جاذبة.
-الحرص على ظهور الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهم يتحدثون بلغتهم الأم عن الموضوعات التي يطرحونها، بالطريقة التي تتماشى مع أهداف المؤسسات الشبابية، ويمكن أن يتم استخدام اللغتين معاً أو ترجمة اللغة العربية إلى اللغة الأخرى.
-حث الشباب على التمسك باللغة العربية والمحافظة عليها باعتبارها لغة عصرية إذا عرفنا كيف نستخدمها ونتعلمها ونعلمها.
-تصميم العاب إلكترونية في تعليم مهارات اللغة العربية  للأطفال بطرق تفاعلية . 
- إن امتلاك اللغة العربية يعني القوة ولابد من الحفاظ عليها بشتى الطرق (المبادرات، والأنشطة وصناعة المحتوى المتميز في الأنترنيت من قصص وفعاليات...إلخ).
- إعطاء الأولوية في المواد الإعلامية المعروضةعلى القنوات المحلية لدعم اللغة العربية. 
- دعم وتعزيز المبادرات الرامية إلى تطبيق برامج الحفاظ على اللغة العربية، واستخدام طرق محببة ومبتكرة وفق أفضل الممارسات المطبقة في هذا المجال.
- الاهتمام باللغة العربية من قبل الأسرة لغرس محبة اللغة العربية في نفوس أطفالها لأنها مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية من خلال التحدث باللغة العربية المتوسطة في البيت، وقراءة القصص وإعداد مكتبة خاصة للطفل، واصطحابهم إلى معارض الكتب أو المكتبات..
 -التعاون مع المؤسسات الثقافية والاجتماعية في تنفيذ برامج ومبادرات ساعية لإظهار أهمية اللغة العربية في حياتنا كعرب ومسلمين.
- المشاركة في منصات التواصل الاجتماعي باللغة العربية والابتعاد عن الرموز الكتابية المستخدمة .
- إظهار الاعتزاز باللغة العربية .
- دبلجة وتعريب الألعاب والأفلام الأجنبية التي يحبها الأطفال العرب.